التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه

          باب
          كذا في أصول البخاريِّ، وفي أصل ابن بطَّالٍ:
          ░13▒ بَابُ إِذَا نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ.
          1144- ذكر فيه حديث عَبْدِ اللهِ: قال: (ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاة، فَقَالَ: بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ).
          وسيأتي في باب: صِفة إبليس إن شاء الله [خ¦3270]، وفيه: ((أَوْ فِيْ أُذُنَيْهِ))، وأخرجه مسلمٌ والنَّسائيُّ وابنُ ماجه أيضًا. وهو على ظاهره إذْ لا إحالةَ فيه ويفعل ذلك استهانةً به، وبه صرَّح الدَّاوديُّ وعياضٌ وغيرهما. ويحتمل أن يكون تمثيلًا له ضُرِب له حين غفل عن الصَّلاة كمَن ثقُل سمعه وبَطَل حِسُّه لوقوع البول الضارِّ في أذنه لقول الرَّاجز:
بَالَ سُهَيلٌ في الفَضيخِ فَفَسَدْ
          وليس لسهيلٍ بولٌ، وإنَّما هو نجم يطلُع فيفسُد الفضيخ بعدَه، وإذا أراد غيرَ البول منه فلا يُنكر إن كانت هذه الصِّفة. / قاله الخطَّابيُّ. وخصَّ البول في الذكر إبلاغًا في التنجيسِ، وخَصَّ الأذن لأنَّها حاسَّةُ الانتباه، والمهلَّب نَحَا إلى هذا فقالَ: هذا على سبيل الإغياء مِن تحكُّمِ الشيطان في العَقْدِ على رأسه بالنوم الطويل.
          قال ابن مسعودٍ: كفى لامرىءٍ مِن الشرِّ أن يبول الشيطان في أذنه. فمَن نام اللَّيل كلَّه، ولم يستيقظ عند الأذان، ولا يذكُر فالشيطانُ سدَّ ببوله أذنيه، وأيُّ استهانةٍ أعظمُ مِن هذه حيث صيَّرَه كَنِيفًا مُعَدًّا للقاذورات، نسأل الله السلامة.