شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب يستقبل الإمام القوم واستقبال الناس الإمام إذا خطب

          ░28▒ باب: اسْتِقْبَالِ النَّاسِ الإمَامَ إِذَا خَطَبَ.
          وَاسْتَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ الإمَامَ.
          فيه: أَبَو سَعِيدٍ: (أنَّ النَّبِيَّ صلعم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ على الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ). [خ¦921]
          واستقبال الإمام للناس(1) سنة لكل من(2) يقابله، ومن لا يقابله(3) فيصرف إليه وجهه(4)، يدل على ذلك قول أبي سعيد: (وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ)، ولا يكون جلوسهم حوله إلا وهم ينظرون إليه، ومن أدبر عنه، فليس بمستمع له(5) ولا مقبل عليه.
          ومعنى استقبالهم له _والله أعلم_ لكي يتفرغوا لسماع موعظته وتدبر كلامه ولا يشتغلوا بغير ذلك، وقال الشَّعبي: من السنة(6) أن يستقبل الإمام يوم الجمعة، وقال(7) ابن المنذر: استقبال الناس الإمام إذا خطب(8) هو(9) قول شريح وعطاء ومالك والثوري والكوفيين والأوزاعي والشافعي(10) وإسحاق وهو(11) كالإجماع(12)، وروى وكيع عن أَبَان بن عبدالله البجلي، عن عدي بن ثابت، قال: ((كان النبي صلعم إذا خطب استقبله أصحابه بوجوههم)).


[1] في (م) و(ق): ((استقبال الناس الإمام)), في (ص): ((الناس)).
[2] زاد في (م) و(ق): ((كان)).
[3] قوله: ((ومن لا يقابله)) ليس في (ص).
[4] في (م) و(ق): ((فيصرف وجهه إليه)).
[5] قوله: ((له)) ليس في (م).
[6] قوله: ((السنة)) ليس في (ق).
[7] في (م) و(ق): ((قال)).
[8] قوله: ((استقبال الناس الإمام إذا خطب)) ليس في (م) و(ق).
[9] في (م) و(ق): ((وهو)).
[10] قوله: ((والشافعي)) ليس في (م).
[11] في (م) و(ق): ((وهذا)).
[12] قوله: ((ومعنى استقبالهم له _والله أعلم_ لكي يتفرغوا لسماع موعظته وتدبر كلامه ولا يشتغلوا بغير ذلك، وقال الشَّعبي: من السنة أن يستقبل الإمام يوم الجمعة، وقال ابن المنذر: استقبال الناس الإمام إذا خطب هو قول شريح، وعطاء، ومالك، والثوري، والكوفيين، والأوزاعي، والشافعي، وإسحاق، وهو كالإجماع)) أتى في (م) و(ق) بعد قوله السابق: ((أذا خطب استقبله أصحابه بوجوههم)).