شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب أجر الصابر في الطاعون

          ░31▒ بابُ أَجْرِ الصَّابِرِ فِي الطَّاعُونِ.
          فيه: عَائِشَةُ: (أَنَّها سَأَلتِ النَّبيَّ صلعم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاء، فَجَعَلَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدِ). [خ¦5734]
          قال المؤلِّف: هذا الحديث تفسير(1) قولِه صلعم: (الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ) و(المَطْعُونُ شَهِيدٌ) أنَّه الصَّابر عليه المحتسب أجرَه على الله تعالى، العالم أنَّه لن يصيبَه إلا ما كتب الله عليه، ولذلك تمنَّى معاذ بن جبل أن يموت فيه لعلَّه إن مات فيه فهو شهيد، وأمَّا مَن جزع مِن الطَّاعون وكرهَه وفرَّ منه فليس بداخل في معنى الحديث.


[1] في (ص): ((مثل)).