شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب التلبينة للمريض

          ░8▒ بابُ التَّلْبِيْنَةِ لِلْمَرِيْضِ.
          فيه: عَائِشَةُ: (أَنَّها كَانَتْ تَأْمُرُ(1) بِالتَّلْبِينِة لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ على الْهَالِكِ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبيَّ صلعم يَقُولُ: إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ، وكَانَتْ تَقُولُ: هُو البَغِيضُ النَّافِعُ). [خ¦5689]
          ويروى: ((تَخُمُّ)) ومعناه: تنفي، والمِخَمَّةُ المكنسة، ومنه قولُه صلعم حين ًسئل: أيُّ المؤمنين أفضل؟ قال: ((الصَّادِقُ اللِّسَانِ المَخْمُومُ القَلْبِ)) قِيلَ: قَدْ عَرَفْنَا الصَّادِقَ اللِّسَانِ، فَمَن(2) المخموم القلب؟ قال: ((الَّذِي لَا غِلَّ فِيهِ وَلَا حَسَدَ))، ومَن روى ((تَجُمُّ)) بالجيم، فمعناه قريب مِن هذا وهو مِن خفَّة النَّفس ونشاطِها، تقول العرب: جمَّ الفرس يَجِمُّ ويَجُمُّ جَـِمامًا وأُجِمَّ إذا تُرِكَ ولم يُرْكَب ولم يُتْعَب.


[1] قوله: ((تأمر)) زيادة من (ص).
[2] في (ص): ((فما)).