شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب دواء المبطون

          ░24▒ بابُ دَوَاءِ المَبْطُونِ.
          فيه: أَبُو سَعِيد: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ صلعم فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، فَسَقَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلاقًا، فَقَالَ: صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اِسْقِهِ عَسَلًا، فَسَقَاهُ عَسَلًا فَبَرِئَ). [خ¦5716]
          فيه أنَّ ما جعل الله تعالى فيه الشِّفاء(1) مِن الأدوية قد يتأخَّر تأثيرُه في العلَّة حتَّى يتمَّ أمرُه وتنقضي مدَّتُه المكتوبة في أمِّ الكتاب.
          وقولُه: (صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيْكَ) يدلَّ أنَّ الكلام لا يحمل على ظاهرِه ولو حمل على ظاهرِه لبرئ المريض عند أوَّل شربِه للعسل(2)، فلمَّا لم يبرأ إلا بعد تكرُّر شربِه له دلَّ على(3) أنَّ الألفاظ مفتقرة إلى معرفة معانيها، وليست على ظواهرِها.


[1] في (ص): ((شفاء)).
[2] في (ص): ((العسل)).
[3] قوله: ((على)) ليس في (ص).