شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الحبة السوداء

          ░7▒ بابُ الحَبَّةِ السَّودَاءِ.
          فيه: جَاْبِرُ بْنُ سَعْدٍ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ، فَمَرِضَ في الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَعَادَهُ ابْنُ أبي عَتِيقٍ، فَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحُبَيْبَةِ السَّوَيْدَاءِ، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا في أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ في هَذَا الْجَانِبِ وفي هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي أَنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ: (إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ، قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ). [خ¦5687]
          وفيه: أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبيُّ صلعم: (فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ) / قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ. [خ¦5688]
          هذا الحديث يدل عمومُه على الانتفاع بالحبَّة السَّوداء في كلِّ داء غير داء الموت كما قال ◙، إلا أنَّ أمر ابن أبي عَتِيق بتقطير الحبَّة السَّوداء بالزَّيت في أنف المريض لا يدلُّ أنَّ هكذا سبيل التَّداوي بها في كلِّ مرض، فقد يكون مِن الأمراض ما يصلح للمريض شربُها أيضًا ويكون منها ما يصلح خلطُها ببعض الأدوية فيعمُّ الانتفاع بها مفردة(1) ومجموعة مع غيرِها، والله أعلم.


[1] في (ص): ((منفردة)).