شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الحلق من الأذى

          ░16▒ بابُ الحَلْقِ مِنَ الأَذَى. /
          فيه: كَعْبُ بنُ عُجْرَة: (أَتَى عَلَيَّ النَّبيُّ صلعم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ بُرْمَةٍ، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عن(1) رَأْسِي، فَقَالَ: أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاحْلِقْ وَصُمْ...) الحديث. [خ¦5703]
          فيه: أنَّ كلَّ ما يتأذَّى به المؤمن وإن صغر أذاه فمباح له إزالتُه وأمَّاطتُه عنه لأنَّ تناثر القمل عليه كان مِن شعث الإحرام وذلك لا محالة أهون مِن علِّة لو كانت بجسدِه، فكما أمرَه ◙ بإماطتة أذى القمل(2) عنه كان مداواة أسقام الجسد(3) أولى بإماطتها بالدَّواء بخلاف قول الصُّوفيَّة الَّذين لا يرون المداواة.


[1] في (ص): ((على)).
[2] في (ص): ((بإماطة القمل)).
[3] في (ص): ((الأجساد)).