شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب المن شفاء للعين

          ░20▒ بابٌ المَنُّ شِفَاءٌ لِلعَيْنِ(1).
          فيه: سَعِيدُ(2) بْنَ زَيْدٍ سَمِعْتُ النَّبيَّ صلعم يَقُولُ: (الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ من اِلْعَيْنِ). [خ¦5708]
          ذكر الطَّبري عن محمَّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: كثرت الكَمْأَة على عهد رسول الله صلعم فامتنع أقوام مِن أكلِها، وقالوا: هي جدري الأرض، فبلغ ذلك النَّبيَّ صلعم فقال: ((إِنَّ الكَمْأَةَ لَيْسَتْ مِنْ جُدَرِيِّ الأَرْضِ، أَلَا إِنَّ الكَمْأَةَ مِنَ المَنِّ وَمَاؤُها شِفَاءٌ لِلْعَينِ)) قال الطَّبري: إن قيل ما معنى قولِه صلعم: (الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ) والكمأة معروفة كما أنَّ المَنَّ معروف، كلُّ واحد منهما غير نوع صاحبِه؟ / قيل: الكَمْأَة وإن لم تكن مِن نوع المَنِّ فإنَّه يجمعُهما في المعنى أنَّهما(3) ممَّا يُحْدِثُ الله تعالى رزقًا لعبادِه مِن غير أصل له ومِن غير صنع منهم ولا علاج، إذ كانت جميع أقوات العباد لا سبيل إليها إلا بأصل عندَهم وغرس وليس كذلك(4) الكَمْأَة والمَن.


[1] في (ص): ((شفاء من العين)).
[2] في (ز) و(ص): ((سعد)) والمثبت الصواب.
[3] قوله: ((أنهما)) ليس في (ص).
[4] زاد في (ص): ((في)).