شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به

          ░28▒ بَابُ مَنْ أَخَذَ الغُصْنَ أَوْ مَا يُؤْذِي النَّاسَ فِي الطَّرِيقِ(1) فَرَمَى بِهِ
          فيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبيُّ صلعم: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ فَأَخَذَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ). [خ¦2472]
          قال المُهَلَّبُ: إماطةُ الأذى وكلِّ(2) ما يؤذي النَّاسَ في(3) الطَّريقِ(4) مأجورٌ عليه.
          وفيه: أنَّ قليلَ الأجرِ قد يغفرُ اللهِ به كثيرَ الذُّنوبِ، وقد قالَ النُّبيُّ صلعم : ((الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وأدْنَاهَا إمَاطةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيْقِ)).
          وفيه: دليلٌ أنَّ طرحَ الشَّوكِ في الطَّريقِ والحجارةِ والكناسة والمياهِ المفسدةِ للطُّرُقِ وكلُّ ما يؤذي النَّاسَ تُخْشَى العقوبةُ عليه في الدُّنيا والآخرةِ.


[1] في (ز): ((الطُّرق)).
[2] في (ز): ((إماطة كلِّ)).
[3] في (ز): ((من)).
[4] في المطبوع: ((الطُّرق)).