شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: الظلم ظلمات يوم القيامة

          [░8▒ بَابٌ الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ
          فيهِ ابْنُ عُمَرَ، قَالَ النَّبيُّ صلعم: (الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ). [خ¦2447]
          قال المُهَلَّبُ: هذه الظُّلماتُ لا نعرفُ كيف هي؟ إن كانت مِنْ عمى القلبِ أو هي ظلماتٌ على البصرِ، والَّذي يدلُّ عليه القرآنُ أنَّها ظلماتٌ على البصرِ حتَّى لا يهتدي سبيلًا، قال]
(1) الله تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ(2) لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا} إلى: {بِسُورٍ}(3)[الحديد:13]فدلَّت(4) هذه(5) الآية أنَّهم حين مُنِعُوا النَّورَ بقوا في ظلمةٍ غشيت(6) لأبصارهم(7) كما كانت أبصارُهم في الدُّنيا عليها غشاوةٌ مِنَ الكفرِ، وقالَ ╡ في المؤمنينَ: {يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم}[الحديد:12]فأثابَ اللهُ المؤمنينَ بلزومِ نورِ الإيمانِ لهم، ولذَّذهم بالنَّظَرِ إليه، وقوَّى به أبصارَهم، وعاقبَ الكفَّارَ والمنافقين بأن أظلمَ عليهم، ومنعهم لذَّة النَّظَرِ، هذا حديث مجملٌ(8) بيَّنه دليلُ القرآنِ.


[1] ما بين معقوفتين مطموس في (ص).
[2] قوله: (({وَالمُنَافِقَاتُ})) ليس في (ص).
[3] العبارة في (ز): ((يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ)).
[4] في (ز): ((فنزلت)).
[5] في المطبوع: ((فدلَّت الآية)).
[6] صورتها في (ز): ((خشيت)).
[7] في (ز): ((أبصارهم)).
[8] قوله: ((مجمل)) ليس في (ز).