شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه

          ░16▒ بَابُ إِثْمِ مَنْ خَاصَمَ في بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ
          فيهِ أُمُّ سَلَمَةَ: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم سَمِعَ خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي(1) الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ فَأَقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ ليَتْرُكْهَا(2)). [خ¦2458]
          قال المُهَلَّبُ: هذا يدلَّ أنَّ القويَّ على البيانِ البليغَ في تأدية الحُجَّةِ قد يَغْلِبُ بالباطلِ مِنْ أجلِ بيانِه، فيُقْضَى له على خصمِه، وليس ذلك بمُحِلِّ(3) ما حرِّم عليه لقولِهِ ◙: (فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ) وهذا(4) معنى قولِه ╡: {وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ(5)}[البقرة:188].
          ذلك بغلبِهم وسيأتي(6) هذا الحديثُ وما فيه مِنِ انتزاعِ العلماءِ(7) في كتابِ الأحكامِ(8) [خ¦7181].


[1] في (ز): ((يأتي)).
[2] في (ز): ((يتركها)).
[3] في (ص): ((يحلُّ)).
[4] زاد في (ز): ((هو)).
[5] زاد في (ز): (({وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ})).
[6] في المطبوع: ((ذلك وسيأتي))، وفي (ز): (({بِالِإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}... وسيأتي)).
[7] قوله: ((وما فيه من انتزاع العلماء)) ليس في (ص).
[8] زاد في (ز): ((إن شاء الله تعالى)).