إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر

          4336- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) البغلانيُّ قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) هو ابنُ عبد الحميد (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمرِ (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيقِ بنِ سلمة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعودٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ) بالمد، أي: خصَّ (النَّبِيُّ صلعم نَاسًا) بالزِّيادة في القسمةِ (أَعْطَى الأَقْرَعَ) بنَ حابسٍ المجاشعيَّ أحد المؤلَّفة قلوبهم (مِئَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ) بن حصنٍ الفَزاريَّ (مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى نَاسًا) آخرين من أشرافِ العربِ، فآثرهم يومئذٍ في القسمةِ على غيرهم (فَقَالَ رَجُلٌ) هو معتِّب: (مَا أُرِيدَ) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول (بِهَذِهِ القِسْمَةِ وَجْهُ اللهِ) قال ابنُ مسعود (فَقُلْتُ: لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلعم ) بقوله، فأتيتهُ فأخبرتهُ (قَالَ: رَحِمَ اللهُ مُوسَى) ╕ (قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ) لم ينقلْ أنَّه عاقبهُ(1) على ذلك، فيحتملُ أنَّه لم يثبتْ عليه ذلك، وإنَّما نقل عنه واحدٌ، وبشهادة(2) واحدٍ لا يراقُ(3) الدَّم، أو أنَّه لم يفهمْ منهُ الطَّعن في النُّبوَّةِ، وإنَّما نسبهُ لتركِ العدلِ في القسمةِ.
          وهذا الحديثُ سبق في «الخُمُس» [خ¦3150].


[1] في (س): «عاتبه».
[2] في (س): «وإنما نقله عنه واحدة وشهادة».
[3] في (س) زيادة: «بها».