إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا

          4328- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ ”حَدَّثني“ بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ) بنِ كُرَيبٍ الهَمْدانيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّادُ بنُ أسامةَ (عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) بضم الموحدة (عَنْ) جدِّه (أَبِي بُرْدَةَ) بضم الموحدة، عامر (عَنْ أَبِي مُوسَى) عبدِ الله بنِ قيسٍ الأشعريِّ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم وَهْوَ نَازِلٌ بِالجِعْرَانَةِ) بكسر الجيم وسكون العين، وقد تكسر العين وتشدد الراء (بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ) كذا وقع هنا، قال الدَّاودِيُّ: وهو وهمٌ، والصَّوابُ: بين مكَّة والطَّائف، وبه جزمَ النَّوويُّ وغيره (وَمَعَهُ بِلَالٌ) المؤذِّن (فَأَتَى النَّبِيَّ صلعم أَعْرَابِيٌّ) قال ابن حجرٍ: لم أقفْ على اسمه (فَقَالَ: أَلَا تُنْجِزُ) أي: ألا توفِّي (لِي مَا وَعَدْتَنِي؟) من غنيمةِ حنينٍ، أو كان ذلك وعدًا خاصًا به (فَقَالَ) صلعم (لَهُ: أَبْشِرْ) بقطع الهمزة، بقرب القسمة، أو بالثَّوابِ الجزيلِ على الصَّبر (فَقَالَ) الأعرابيُّ: (قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ، فَأَقْبَلَ) ╕ (عَلَى أَبِي مُوسَى) الأشعريِّ (وَبِلَالٍ) المؤذِّن (كَهَيْئَةِ الغَضْبَانِ، فَقَالَ) لهما: (رَدَّ) الأعرابيُّ (البُشْرَى فَاقْبَلَا) بفتح الموحدة (أَنْتُمَا) البُشرى (قَالَا: قَبِلْنَا)ها يا رسول الله (ثُمَّ دَعَا) ╕ (بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ) بالتَّثنية (وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا) بقطع الهمزة وكسر الراء، أي: صبَّا (عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا، وَأَبْشِرَا) بقطع الهمزة(1) (فَأَخَذَا القَدَحَ فَفَعَلَا) ما أمرهما به صلعم (فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ) أمُّ المؤمنينَ ♦ (مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَنْ أَفْضِلَا) بقطع الهمزة وكسر الضاد المعجمة (لأُمِّكُمَا) تعني: نفسها (فَأَفْضَلَا) بقطع الهمزة وفتح الضاد (لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً) أي: بقيَّةً.
          وهذا الحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في «فضائلِ النَّبيِّ صلعم ».


[1] قوله: «على وجوهكما ونحوركما، وأبشرا بقطع الهمزة»: ليست في (م).