إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لما حاصر رسول الله الطائف فلم ينل منهم

          4325- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (عَنْ عَمْرٍو) بفتح العين، ابنِ دينار (عَنْ أَبِي العَبَّاسِ) السَّائبِ بنِ فرُّوخ (الشَّاعِرِ الأَعْمَى) المكيِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو) بفتح العين وسكون الميم، ابنِ العاص، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”ابن عُمَر“ بضم العين وفتح الميم ”ابن الخطَّاب“وصوَّبهُ الدَّارقطنيُّ وغيرُه، والاختلافُ في ذلك غيرُ قادحٍ في الحديث، كما لا يخفى (قَالَ: لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صلعم الطَّائِفَ) و(1)كانت ثقيفٌ قد رمَّوا حِصنهم، وأدخلوا فيه ما يُصلحهم لسنةٍ، فلمَّا انهزموا من أَوْطاس دخلوا حصنَهم وأغلقوهُ عليهم. قال ابنُ سعدٍ: وكانت مدةُ حصارِهِم ثمانيةَ عشرَ يومًا، وقيل: خمسةَ عشرَ يومًا. وقال ابنُ هشام: سبعةَ عشرَ، وقيل: أربعينَ يومًا، وقيل غير ذلك (فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا) وذكر أهلُ المغازي: أنَّهُم رموا على المسلمينَ سككَ الحديدِ المحمَّاةِ، ورموهُم بالنَّبلِ، فأصابوا‼ قومًا، فاستشار صلعم نوفلَ بن معاويةَ الدِّيليَّ، فقال: هم ثعلبٌ في جُحْرٍ، إنْ أقمتَ عليهِ أخذتهُ، وإن تركتهُ لم يضرَّكَ (قَالَ) ╕ : (إِنَّا قَافِلُونَ) أي: راجعونَ إلى المدينةِ (إِنْ شَاءَ اللهُ، فَثَقُلَ) ذلك (عَلَيْهِمْ) أي: على الصَّحابةِ (وَقَالُوا: نَذْهَبُ وَلَا نَفْتَحُهُ، وَقَالَ مَرَّةً: نَقْفُلُ) بضم الفاء، أي: نرجعُ (فَقَالَ) صلعم : (اغْدُوا عَلَى القِتَالِ) أي: سيروا أوَّل النَّهارِ لأجلِ القتالِ (فَغَدَوْا) فلم يفتح عليهم (فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ) لأنَّهم رموا عليهم من أعلى السُّورِ، فكانوا ينالونَ منهم بسهامِهِم، ولا تصلُ السِّهام إليهم(2)؛ لكونهم أعلى السُّور، فلمَّا رأوا ذلك تبيَّنَ لهم تصويبُ الرُّجوع (فَقَالَ) النَّبيُّ صلعم : (إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ) ╡ (فَأَعْجَبَهُمْ) ذلك حينئذٍ (فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلعم . وَقَالَ سُفْيَانُ) ابنُ عُيينة (مَرَّةً: فَتَبَسَّمَ) ╕ ، وهذا ترديدٌ من الرَّاوي.
          (قَالَ) أي: المؤلِّف: (قَالَ الحُمَيْدِيُّ) عبدُ الله بنُ الزُّبير شيخُ البخاريِّ: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (الخَبَرَ كُلَّهُ) بالنصب، أي: بجميعِ الحديث بالخبرِ من غير عنعنةٍ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ(3) ”بالخبرِ كلِّه“. وقد أخرج الحديث أيضًا في «الأدب» [خ¦6086]، ومسلمٌ في «المغازي»، والنَّسائيُّ في «السِّير».


[1] «الواو»: ليست في (ص).
[2] في (م): «عليهم».
[3] «عن الكشميهني»: ليست في (ب).