إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام

          4326- 4327- وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذرٍّ ”حَدَّثني“ (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بالشين المعجمة المشددة، بندارٌ العبديُّ قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمدُ بنُ جعفر قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنْ عَاصِمٍ) هو ابنُ سليمان، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ) عبدَ الرَّحمن النَّهديَّ (قَالَ: سَمِعْتُ / سَعْدًا) هو ابنُ أبي وقَّاصٍ أحدُ العشرةِ (وَهْوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَبَا بَكْرَةَ) نُفَيعًا (وَكَانَ تَسَوَّرَ حِصْنَ الطَّائِفِ) أي: صعدَ إلى أعلاهُ، ثمَّ تدلَّى منه (فِي أُنَاسٍ) من عَبيدِ أهل الطَّائفِ أسلموا (فَجَاءَ) أي: أبو بكرةَ (إِلَى النَّبِيِّ صلعم ، فَقَالَا: سَمِعْنَا النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: مَنِ ادَّعَى) أي: من انتسب (إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُ) أنَّه غيرُ أبيه (فَالجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ) إذا استحلَّ ذلك، أو خرجَ مخرجَ التَّغليظ.
          (وَقَالَ هِشَامٌ) هو ابنُ يوسفَ الصَّنعانيُّ (وَأَخْبَرَنَا) وسقطَتْ الواو لأبي ذرٍّ (مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشدٍ الأزديُّ مولاهم (عَنْ عَاصِمٍ) هو ابنُ سليمان (عَنْ أَبِي العَالِيَةِ) رُفَيع _بضم الراء وفتح الفاء_ ابنِ مهرانَ الرِّياحيِّ (أَوْ أَبِي عُثْمَانَ) عبد الرَّحمن (النَّهْدِيِّ) بفتح النون وسكون الهاء، بالشَّكِّ من الرَّاوي، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا) هو ابنُ أبي وقَّاص (وَأَبَا بَكْرَةَ) نُفَيعًا (عَنِ النَّبِيِّ صلعم . قَالَ عَاصِمٌ: قُلْتُ) لأبي العاليةِ، أو لأبي عثمانَ: (لَقَدْ شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ) سعد وأبو بكرة (حَسْبُكَ بِهِمَا. قَالَ: أَجَلْ) أي: نعم (أَمَّا أَحَدُهُمَا) وهو سعدٌ (فَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الآخَرُ) وهو أبو بكرةَ (فَنَزَلَ‼ إِلَى النَّبِيِّ صلعم ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الطَّائِفِ) أي: من أهلهِ.
          وعند الطَّبرانيِّ: أنَّ أبا بكرةَ تدلَّى ببكرةٍ، فَكُنِّيَ أبا بكرةَ لذلك(1)، وسمِّي في السِّير ممن نزلَ من حصنِ الطَّائفِ من عبيدِهم، فأسلمَ مع أبي بكرةَ المنبعثُ عبدُ عثمانَ بن عامرِ بن معتِّبِ، ومرزوقٌ والأزرقُ زوجُ سميَّةَ والدة زياد بن عُبيد، والأزرقُ أبو عقبةَ(2) وكان لكِلْدةَ الثَّقفيِّ، ووردانُ وكان لعبدِ الله بن ربيعةَ، ويُحَنَّسُ النَّبَّال وكان لابن مالكٍ الثَّقفيِّ، وإبراهيمُ بنُ جابرٍ وكان لخَرَشَةَ الثَّقفيِّ، وبشَّارٌ وكان لعثمانِ بنِ عبدِ الله، ونافعٌ مولى الحارثِ بن كِلْدةَ، ونافعٌ مولى غيلانَ بنِ سلمةَ الثَّقفيِّ. قال في «الفتح»: ولم أعرفْ اسم الباقين. قال: ولم يقعْ لي هذا التَّعليقُ موصولًا إلى هشامِ بنِ يوسفَ، ومرادُ المؤلِّف منه ما فيه مِن بيانِ عدد مَن أُبْهمَ في الرِّواية السَّابقة.


[1] في (ص): «كذلك».
[2] في (د): «وأبو عقبة»، وفي (س) و(ص): «عتبة».