إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر

          4335- وبه قال: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ) بنُ عقبةَ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عيينة (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان ابنِ مهرانَ (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيقِ بنِ سلمةَ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعودٍ ☺ ، أنَّه (قَالَ: لَمَّا قَسَمَ النَّبِيُّ صلعم قِسْمَةَ) غنيمة (حُنَيْنٍ) فآثرَ ناسًا في القسمةِ (قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ) قال الواقديُّ: هو معتِّبُ بنُ قُشَيرٍ المنافق: (مَا أَرَادَ بِهَا) أي: بهذه القسمةِ (وَجْهَ اللهِ) قال ابنُ مسعود: (فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلعم فَأَخْبَرْتُهُ) بقوله (فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ) المقدَّس من الغضبِ (ثُمَّ قَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى) الكليم (لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ / هَذَا) الَّذي أوذيتُ به (فَصَبَرَ) وذلك أنَّ موسى صلوات الله عليه وسلامه كان حيِيًّا ستِّيرًا، لا يُرى من جلدهِ(1) شيءٌ(2) استحياء، فآذاهُ من آذاهُ من بني إسرائيلَ، فقالوا: ما يستتر(3) هذا التَّستر إلَّا من عيبٍ بجلده، إمَّا برصٌ وإمَّا أُدْرةٌ وإمَّا آفةٌ، فبرَّأهُ الله ممَّا قالوا، كما في الحديثِ السَّابق في «أحاديثِ الأنبياء» [خ¦3404].
          وحديث البابُ أخرجهُ مسلم(4) في «الزَّكاة».


[1] في (م): «خلقه».
[2] في (د) زيادة: «ما».
[3] في (م) و(د): «ما تستر».
[4] في (ص) زيادة: «أيضًا».