إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس

          4112- وبه قال: (حَدَّثَنَا المَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بنِ بشيرِ بن فَرْقد أبو السَّكن الحَنْظليُّ التَّميميُّ قال: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ) بنُ حسَّان القُرْدُوسيُّ (عَنْ يَحْيَى) بنِ أبي كثيرٍ (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ) بنِ عبدِ الرَّحمن بن عوفٍ (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) الأنصَاريِّ ☻ : (أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ☺ جَاءَ يَوْمَ الخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”غابَت الشَّمسُ“ (جَعَلَ) بإسقاطِ الفاء من «فجعل» الثَّابتة عندهُ في آخرِ «المواقيت» [خ¦596] (يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ؛ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا كِدْتُ) بكسر الكاف (أَنْ أُصَلِّيَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ) وسقط لابنِ عساكر لفظة «أنْ» من قولِهِ: «أنْ تَغْرُب» أي: ما صلَّيت حتَّى غربت؛ لأنَّ كاد إذا تجرَّدت من النَّفي كان معناهَا الإثبات، فإن دخلَ عليها النَّفي كان نفيًا؛ لأنَّ قولك: ما(1) كاد زيد يقومُ، معناه: نفي قربِ الفعل، وههنا نفيُ قربِ الصَّلاة، فانتفتِ الصَّلاة بطريق الأولى (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : وَاللهِ مَا صَلَّيْتُهَا، فَنَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلعم بُطْحَانَ) بضم الموحدة وسكون الطاء المهملة، وادٍ بالمدينَة (فَتَوَضَّأَ) النَّبيُّ صلعم (لِلصَّلَاةِ وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى(2) العَصْرَ) بنَا جماعةً (بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى) بنا (بَعْدَهَا المَغْرِبَ).


[1] «ما»: ليس في (ص) و(د).
[2] في (م): «وصلى».