إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان النبي ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه

          4104- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) الفَراهِيديُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو بنِ عبد الله السَّبيعيِّ (عَنِ البَرَاءِ) بنِ عازبٍ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَنْقُلُ التُّرَابَ يَوْمَ) حفرِ (الخَنْدَقِ حَتَّى أَغْمَرَ) بفتح الهمزة وسكون الغين المعجمة وفتح الميم، أي: وارَى التُّراب (بَطْنَهُ، أَوِ) قال: (اغْبَرَّ) بالغين المعجمة أيضًا، والموحدة بدل الميم، وتشديد الراء، من الغُبار وهو واضحٌ (بَطْنُهُ) مرفوع على الفاعلية، وفي الأولى منصوب على المفعولية (يَقُولُ) رجزًا من كلام عبدِ الله بن رَوَاحة:
(وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الأُولَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا)
          كذا بإثبات «قَدْ» في الفَرْع كأصله وغيرهما، وقال الحافظُ ابن حجرٍ: ليس بموزون، وتحريرُه: إنَّ الذين قد بَغوا علينا، فذكر الرَّاوي الأولى بمعنى: الذين، وحذف «قد». انتهى.
          والظَّاهر: أنَّ «قد» محذوفة من نسختهِ (إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا) بالموحدة، الفِرار (وَرَفَعَ بِهَا) أي: بالكلمةِ الأخيرةِ (صَوْتَهُ) وهي (أَبَيْنَا أَبَيْنَا) مرَّتين.
          وهذا الحديثُ سبقَ في «بابِ حفرِ الخَندق»، من «كتابِ الجهاد» [خ¦2836] [خ¦2837].