إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عائشة: {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل} ذاك يوم الخندق

          4103- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالتَّوحيد (عُثْمَانُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو عثمان بنُ محمَّد بنِ أبي شيبَة، واسمُ أبي شيبةَ إبراهيمُ بنُ عثمان العَبْسيُّ الكُوفيُّ، أخو أبي بكرٍ والهيثم قال: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ) ابنُ سُليمان (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) في قولهِ تعالى: ({إِذْ جَاؤُوكُم}) بنو غَطَفان ({مِّن فَوْقِكُمْ}) من أعلى الوادي من قِبَلِ المشرق ({وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ}) من أسفلِ الوادي من قِبَلِ المغرب، قريش، وفي حديثِ ابنِ عبَّاس عند ابن مَردويه: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ} قال: عُيينة بنُ حصنٍ {وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} أبو سفيان بن حرب‼ ({وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ}) مالت عن سَنَنها ومستَوى نظرها حَيرةً، أو عدلَت(1) عن كلِّ شيءٍ فلم تلتفتْ إلى عدوِّها لشدَّة الرَّوع ({وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}[الأحزاب:10]) الحنجرةُ: رأس الغَلْصَمة، وهي منتهَى الحُلقوم، والحلقوم: مدخل الطَّعام والشَّراب. قالوا: إذا انتفخَت الرِّئة من شدَّة الفزَع أو الغضبِ ربَت، وارتفع القلبُ بارتفاعِها إلى رأسِ الحَنجرة، وقيل: هو مَثَلٌ في اضطِّراب القُلوب، وإن لم تبلُغ الحناجِرَ حقيقةً.
          (قَالَتْ) عائشة ╦ : (كَانَ ذَاكَ) إشارةً إلى ما ذُكر من مَجيء الكفَّار من فوق وأسفل وغيرِ ذلك، ولأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ ”ذلكَ“ باللام (يَوْمَ الخَنْدَقِ).


[1] في (ص): «وعدلت».