-
فاتحة الكتاب
-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
باب ما جاء في الوتر
-
باب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
باب ما جاء في السهو
-
باب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
باب العمرة
-
باب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب حرم المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
الحوالات
-
باب الكفالة في القرض والديون
-
كتاب الوكالة
-
ما جاء في الحرث
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
في الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب في المظالم
-
باب الشركة
-
كتاب في الرهن
-
في العتق وفضله
-
في المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فرض الخمس
-
باب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
باب: الأرواح جنود مجندة
-
باب قول الله: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب: {وإن إلياس لمن المرسلين*إذ قال لقومه ألا تتقون}
- باب ذكر إدريس
-
باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا }
-
باب قول الله: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر}
-
باب قصة يأجوج ومأجوج
-
باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلًا}
-
باب: {يزفون}: النسلان في المشي
-
باب قوله: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
-
باب قصة إسحاق بن إبراهيم
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب} إلى قوله: {ونحن له مسلمون}
-
باب: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون}
-
باب: {فلما جاء آل لوط المرسلون. قال إنكم قوم منكرون}
-
باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت}
-
باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}
-
باب قول الله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر}
-
باب قول الله: {واذكر في الكتاب موسى}
-
باب: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون} إلى قوله: {مسرف كذاب}
-
باب قول الله: {وهل أتاك حديث موسى*إذ رأى نارًا}
-
باب قول الله تعالى: {و كلم الله موسى تكليمًا}
-
باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشر}
-
باب طوفان من السيل
-
حديث الخضر مع موسى
-
باب
-
باب: {يعكفون على أصنام لهم}
-
باب: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}
-
باب وفاة موسى وذكره
-
باب قول الله تعالى: {وضرب الله مثلًا للذين آمنوا امرأة فرعون}
-
باب: {إن قارون كان من قوم موسى} الآية
-
باب قول الله تعالى:{وإلى مدين أخاهم شعيبًا}
-
باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين}
-
باب: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}
-
باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورًا}
-
باب: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود
-
باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله}
-
باب: {واضرب لهم مثلًا أصحاب القرية}
-
باب قول الله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}
-
باب: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك}
-
باب قول الله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم}
-
قوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}
-
باب: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}
-
باب نزول عيسى ابن مريم
-
باب ما ذكر عن بني إسرائيل
-
حديث أبرص وأعمى وأقرع في بنى إسرائيل
-
باب:{أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم}
-
حديث الغار
-
باب
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى و الطب
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
باب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
3342- (قَالَ عَبْدَانُ): هو لقب(1) عبد الله بن عثمان بن جَبَلَة المروزيُّ، وهذا التَّعليق وصله الجَوزقيُّ من طريق محمَّد بن اللَّيث عن عبدان، ولأبي ذرٍّ: ”وحدَّثنا عبدان“ ولابن عساكر: ”حدَّثنا“ بغير واوٍ، قال(2): (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المبارك قال: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ) بن يزيد الأيليُّ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ.
(ح) لتَّحويل الإسناد (حَدَّثَنَا) ولابن عساكر: ”عن الزُّهريِّ، قال أنسُ بن مالكٍ(3): وحدَّثنا“ ولأبي ذرٍّ: ”وأخبرنا“ (أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ) أبو جعفرٍ المصريُّ قال(4): (حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ) بفتح العين المهملة وسكون النُّون وبعد الموحَّدة المفتوحة سينٌ مُهمَلةٌ، ابن خالدٍ قال: (حَدَّثَنَا يُونُسُ) بن يزيد، وهو عمُّ عنبسة (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ أنَّه (قَالَ: قال أنسٌ: كَانَ(5)) ولأبي ذرٍّ وابن عساكر: ”قال أنس بن مالكٍ: كان“ (أَبُو ذَرٍّ) جندب بن جنادة ( ☺ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: فُرِجَ) بضمِّ الفاء(6) مبنيًّا للمفعول، أي: فُتِح (سَقْفُ بَيْتِي) ولأبي ذرٍّ: ”عن سقف بيتي“ (وَأَنَا بِمَكَّةَ) جملةٌ حاليَّةٌ (فَنَزَلَ جِبْرِيلُ) ◙ من الموضع الَّذي فتحه من السَّقف مبالغةً في المفاجأة(7) (فَفَرَجَ) بفتحاتٍ، أي: شقَّ (صَدْرِي) في روايةٍ للمصنِّف [خ¦3207]: «إلى مَرَاقِّ البطن» (ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ) لأنَّه أفضل المياه، أو يقوِّي القلب (ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ) بسينٍ مهملةٍ مُؤنَّثةٍ (مِنْ ذَهَبٍ) وكان ذلك قبل تحريم الذَّهب (مُمْتَلِئٍ) صفةٌ لـ «طستٍ»، وذُكِّر على معنى «الإناء» (حِكْمَةً وَإِيمَانًا) بنصبهما على التَّمييز، تمثيلٌ لينكشف بالمحسوس ما هو معقولٌ، وتمثيل المعاني جائزٌ، كما أنَّ سورة البقرة تجيء يوم القيامة كأنَّها ظلَّةٌ، ولابن عساكر: ”الحكمة والإيمان“ (فَأَفْرَغَهَا) أي: الطَّست، والمراد: ما فيها (فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ) وختم عليه حتَّى لا يجد العدوُّ إليه سبيلًا (ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي) جبريلُ (فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ) الدُّنيا: (افْتَحْ) بابها (قَالَ) الخازن: (مَنْ هَذَا) الَّذي قال: افتح؟ (قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ) ولم يقل: أنا، لأنَّ قائلها يقع في العناء، وسقط لفظ «هذا» لأبي ذرٍّ (قَالَ: مَعَكَ) ولابن عساكر: ”قال: ما معك“ (أَحَدٌ؟ قَالَ): نعم (مَعِيَ مُحَمَّدٌ) صلعم (قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ) ليُعرَج به؟ (قَالَ: نَعَمْ) أُرسِل إليه (فَافْتَحْ. فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ) زاد أبو ذرٍّ: ”الدُّنيا“ وهي صفةٌ لـ «السَّماء» والظَّاهر: أنَّه كان معهما غيرهما من الملائكة (إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ) أشخاصٌ (وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ) أشخاصٌ أيضًا (فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ) أي: جهة (يَمِينِهِ ضَحِكَ) سرورًا (وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى) حزنًا (فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ) أي: أصبت رحبًا لا ضيقًا أيُّها النَّبيُّ التَّامُّ في نبوَّته، والابن البارُّ في بنوَّته (قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ) الَّتي (عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ(8) شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ)‼ بفتح النُّون والسِّين المهملة(9)، أي: أرواحهم (فَأَهْلُ اليَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الجَنَّةِ) والجنَّة فوق السَّماء السَّابعة في(10) جهة يمينه (وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ) والنَّار في سجِّين(11) الأرض / السَّابعة في جهة شماله، فيُكشَف له عنهما(12) حتَّى ينظر إليهم (فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ) بابها (فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ، فَفَتَحَ) بابها (قَالَ أَنَسٌ) ☺ : (فَذَكَرَ) أبو ذرٍّ: (أَنَّهُ) صلعم (وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ إِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ) ╫ (وَلَمْ يُثْبِتْ) أبو ذرٍّ (لِي كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ) أي: لم يعيِّن لكلِّ نبيٍّ سماءً (غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ(13) ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ) ولأبي ذرٍّ: ”أنَّه قد وجد“ (آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ، وَقَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِإِدْرِيسَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ) ولم يقل: والابن الصَّالح(14)، لأنَّه لم يكن من آبائه (فَقُلْتُ) لجبريل: (مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ) وهذا موضع التَّرجمة. وفي حديث مالك بن صعصعة عند الشَّيخين [خ¦3207]: أنَّ إدريس في السَّماء الرَّابعة، ولا ريب أنَّه موضعٌ عليٌّ وإن كان غيره من الأنبياء أرفع مكانًا منه (ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ. قُلْتُ) أي(15): لجبريل، ولأبي ذرٍّ: ”فقلت“ بالفاء قبل القاف، وله أيضًا: ”فقال“ أي: النَّبيُّ صلعم ، وهو من الالتفات: (مَنْ هَذَا؟ قَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”فقال“: (هَذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ) لجبريل: (مَنْ هَذَا؟ قَالَ): هذا (عِيسَى) وليست «ثمَّ» هنا على بابها في التَّرتيب، فقد اتَّفقت الرِّوايات على أنَّ المرور بعيسى كان قبل المرور بموسى (ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟) يا جبريل: (قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ) صلعم ، وقالوا: مرحبًا بالنَّبيِّ الصَّالح. ولم يقولوا: بالنَّبيِّ الصَّادق مثلًا، لأنَّ لفظ «الصَّالح» عامٌّ لجميع الخصال الحميدة، فأرادوا وصفه بما يعمُّ كلَّ الفضائل.
(قَالَ) أي: ابن شهابٍ: (وَأَخْبَرَنِي) بالإفراد (ابْنُ حَزْمٍ) _بالحاء المهملة المفتوحة وسكون الزَّاي_ أبو بكر بن محمَّد بن عمرو(16) بن حزمٍ الأنصاريُّ، قاضي المدينة: (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَيَّةَ الأَنْصَارِيَّ) بتشديد المثنَّاة التَّحتيَّة، ولأبي ذرٍّ وابن عساكر: ”وأبا حبَّة“ بالموحَّدة بدل التَّحتيَّة، وهو الصَّواب، ورواية ابن حزمٍ عن أبي حيَّة(17) منقطعةٌ، لأنَّه استُشهِد بأُحُدٍ قبل مولد(18) ابن حزمٍ بمدَّةٍ، كما مرَّ ذلك مع زيادةٍ في أوَّل «كتاب الصَّلاة» [خ¦349] (كَانَا) أي(19): ابن عبَّاسٍ وأبو حيَّة (يَقُولَانِ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى(20)) بضمِّ العين‼ وكسر الرَّاء مبنيًّا للمفعول، ولأبي ذرٍّ: ”ثمَّ عَرَجَ بي جبريلُ حتَّى“ (ظَهَرْتُ) أي: علوتُ (لِمُسْتَوًى) بفتح الواو، أي: موضعٍ مُشْرِفٍ يستوي عليه، وهو المصعد. وقال التُّوْرِبِشْتيُّ: اللَّام للعلَّة، أي: علوت لاستعلاء مستوًى، أو لرؤيته، أو لمطالعته، ويحتمل أن يكون متعلِّقًا بالمصدر، أي: ظهرت ظهور المستوى، ويحتمل أن يكون بمعنى «إلى»، يُقال: أوحى لها، أي: إليها، والمعنى: أنِّي قمت مقامًا بلغت فيه مِنْ رِفعة المحلِّ إلى حيث اطَّلعت على الكوائن، وظهر لي ما يُراد من أمر الله تعالى وتدبيره في خلقه، وهذا والله هو المنتهى الَّذي لا تقدُّم لأحدٍ عليه، وللحَمُّويي والمُستملي: ”بمستوًى“ بالموحَّدة بدل اللَّام (أَسْمَعُ) فيه (صَرِيفَ الأَقْلَامِ) أي: تصويتها(21) حالة(22) كتابة الملائكة ما(23) يقضيه الله تعالى (قَالَ ابْنُ حَزْمٍ) عن شيخه (وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) عن أبي ذرٍّ: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : فَفَرَضَ اللهُ عَلَيَّ) بتشديد التَّحتيَّة، أي: وعلى أمَّتي (خَمْسِينَ صَلَاةً) في كلِّ يومٍ وليلةٍ (فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى) بهمزةٍ مفتوحةٍ فميمٍ مضمومةٍ فراءٍ مُشدَّدةٍ (فَقَالَ) لي (مُوسَى: مَا الَّذِي فَرَضَ) أي: ربُّك (عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ) له: (فَرَضَ) ربِّي (عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً) في كلِّ يومٍ وليلةٍ، ولأبي ذرٍّ وابن عساكر: ”فُرِض“ _بضمِّ الفاء مبنيًّا للمفعول_ في الموضعين ”خمسون صلاةً“ بالرَّفع، نائبٌ(24) عن الفاعل (قَالَ) موسى: (فَرَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ) وسقط لفظ «ذلك» لأبي ذرٍّ (فَرَجَعْتُ) من عند موسى (فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا) أي: جزءًا منها. وفي رواية ثابتٍ: أنَّ التَّخفيف كان خمسًا خمسًا، وحَمْل باقي الرِّوايات عليها متعيِّنٌ على ما لا يخفى (فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَأَخْبَرْتُهُ) سقط لابن عساكر لفظ / «فأخبرته» (فَقَالَ) موسى ◙ : (رَاجِعْ رَبَّكَ) ولابن عساكر: ”فقال ذلك“ أي: «راجع ربَّك»(25)، ففعلت، أي: فرجعت(26) فراجعت ربِّي فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته بذلك فقال: راجع ربَّك (فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَقَالَ) جلَّ وعلا: (هِيَ خَمْسٌ) بحسب الفعل (وَهْيَ خَمْسُونَ) بحسب الثَّواب، {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام:160] (لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ) يحتمل أن يُراد: أنِّي ساويت بين الخمس والخمسين في الثَّواب، وهذا القول غير مُبدَّلٍ(27)، أو جعلت الخمسين خمسًا ولا تبديل فيه، وإنَّما وقعت المراجعة للعلم بأنَّ ذلك غير واجبٍ قطعًا، لأنَّ ما كان واجبًا قطعًا لا يقبل التَّخفيف، أو فرض خمسين. ثمَّ نسخها بخمسٍ(28) رحمةً لهذه الأمَّة المحمَّديَّة. واستُشكِل: بأنَّه نسخٌ قبل البلاغ. وأُجيب بأنَّه نسخٌ بعده(29) بالنِّسبة إلى النَّبيِّ صلعم ‼ (فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ(30) رَبَّكَ. فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي) أن أراجعه بعد قوله تعالى: «لا يبدَّل القول لديَّ» (ثُمَّ انْطَلَقَ(31)) جبريل (حَتَّى أَتَى السِّدْرَةَ المُنْتَهَى) وفي نسخةٍ: ”إلى السِّدرة المنتهى“ ولابن عساكر: ”حتَّى أتى بي سدرة المنتهى“ ولأبي ذرٍّ: ”بي(32) السِّدرة المنتهى“ وهي في أعلى السَّموات، وسُمِّيت بالمنتهى لأنَّ علم الملائكة ينتهي إليها، ولم يجاوزها(33) أحدٌ إلَّا نبيُّنا صلعم (34) (فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ) هو كقوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}[النجم:16] فالإبهام للتَّفخيم والتَّهويل وإن كان معلومًا (ثُمَّ أُدْخِلْتُ) ولأبي ذرٍّ: ”ثمَّ أُدخِلت الجنَّة“ (فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ) بفتح الجيم والنُّون بعدها ألفٌ فمُوحَّدةٌ مكسورةٌ فذالٌ معجمةٌ جمع جُنْبُذةٍ، وهي القبَّة (وَإِذَا تُرَابُهَا المِسْكُ) رائحةً(35).
واستُنبِط من هذا الحديث فوائد كثيرةٌ، يأتي إن شاء الله تعالى في «سورة هودٍ» الإلمام بشيءٍ منها في بابه بعون الله تعالى، وقد مرَّ الحديث أوَّل «الصَّلاة» [خ¦349].
[1] «لقب»: ليس في (ص) و(م).
[2] «قال»: ليس في (ص).
[3] «عن الزُّهريِّ، قال أنس بن مالكٍ»: ليس في (د).
[4] «قال»: ليس في (د).
[5] «كان»: سقط من (س).
[6] في (د): «الياء»، وهو تحريفٌ.
[7] في (د): «المفاجآت».
[8] «عن»: سقط من (ص) و(م).
[9] «والسِّين المهملة»: ليس في (د).
[10] في (ص): «من».
[11] «سجِّين»: ليس في (ص)، وزيد في (د): «في».
[12] في (د) و(ص) و(م): «عنها».
[13] «قد»: ليس في (د).
[14] «الصَّالح»: مثبتٌ من (د).
[15] «أي»: ليس في (د).
[16] في (م): «عمر» وهو تحريفٌ.
[17] في (د): «حبَّة» وكذا في الموضع اللَّاحق.
[18] في (م) و(ج) : «موت» وليس بصحيحٍ.
[19] «أي»: ليس في (م).
[20] «حتَّى»: ضُرِب عليها في (د).
[21] في (م): «تصريفها».
[22] في (د): «حال».
[23] في (ص): «ممَّا».
[24] في (ب) و(س): «نائبًا».
[25] زيد في (م): «أي».
[26] «فرجعت»: ليس في (م).
[27] زيد في (د) و(م): «في الثَّواب».
[28] في (م): «بالخمس».
[29] «بعده»: ليس في (ص) و(م).
[30] في (م): «ارجع إلى».
[31] زيد في (م): «بي» وهي روايةٌ لأبي ذرٍّ.
[32] في (م): «في» وهو تحريفٌ.
[33] في (م): «يتجاوزها».
[34] في (ص): «أحدٌ من الأنبياء عليهم السَّلام».
[35] «رائحةً»: ليس في (م).