إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر

          7491- وبه قال: (حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ) عبد الله بن الزُّبير قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عيينة قال: (حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ) محمَّد بن مسلمٍ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ) سيِّد التَّابعين (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : قَالَ اللهُ تَعَالَى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ) أي: بأن(1) ينسب إليَّ ما لا يليق بجلالي(2)، وهذا من المتشابهات، والله تعالى مُنزَّهٌ عن أن يلحقه أذًى؛ إذ هو محالٌ عليه، فهو من التَّوسُّع في الكلام، والمراد أنَّ من وقع ذلك منه تعرَّض لسخط الله تعالى (يَسُبُّ الدَّهْرَ) اللَّيل والنَّهار، فيقول إذا أصابه مكروهٌ: بؤسًا للدَّهر وتبًّا له، ونحو ذلك (وَأَنَا الدَّهْرُ) أي: خالقه (بِيَدِي الأَمْرُ) الذي ينسبونه إلى الدهر (أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) فإذا سبَّ ابنُ آدمَ الدَّهرَ من أجل أنَّه فاعل هذه الأمور، عاد سبُّه إليَّ لأنِّي فاعلها، وإنَّما الدَّهر زمانٌ جعلته ظرفًا لمواقع الأمور.
          ومطابقته لِمَا ترجم في إثبات إسناد القول إلى الله تعالى، وهو من الأحاديث القدسيَّة.
          وسبق في «تفسير سورة الجاثية» [خ¦4826].


[1] «بأن»: مثبتٌ من (ب) و(س).
[2] «بجلالي»: ليس في (ص).