إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا إله إلا الله العليم الحليم لا إله إلا الله رب العرش

          7426- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ) بضمِّ الميم وفتح العين المهملة واللَّام المشدَّدة، العَمِّيُّ، أبو الهيثم الحافظ قال: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) بضمِّ الواو وفتح الهاء(1) ابن خالد (عَنْ سَعِيدٍ) بكسر العين، ابن أبي عَروبة (عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة (عَنْ أَبِي العَالِيَةِ) رُفَيع (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ) أي: عند حلوله: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ العَلِيمُ) الشاملُ علمه لجميع المعلومات المحيط بها، لا تخفى عليه خافية، ولا تعزب(2) عنه قاصية ولا دانية، ولا يَشْغَلُه علمٌ عن علمٍ (الحَلِيمُ) الذي لا يستفزُّه غضبٌ، ولا يحمله غيظٌ على استعجال العقوبة والمسارعة إلى الانتقام (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والكُشْمِيهَنيِّ: ”إلَّا هو“ (رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والكُشْمِيهَنيِّ: ”إلَّا هو“ (رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ) و«العرش»: أرفع المخلوقات وأعلاها، وهو قِوامُ كلِّ شيءٍ من المخلوقات، والمحيط به، وهو مكان العظمة، ومِن فوقه تنبعث الأحكام والحكمة التي بها كوَّن كلِّ شيءٍ، وبها يكون الإيجاد والتدبير، قال الكِرمانيُّ: ووصف العرش بـ «العظيم» أي: من جهة الكم، وبـ «الكريم»(3)، أي: الحسن من جهة الكيف، فهو ممدوح ذاتًا وصفةً، وقال غيره: وصفه بـ «الكرم»؛ لأنَّ الرحمةَ تنزل منه، أو لنسبته(4) إلى أكرم الأكرمين.
          والحديث ذكر في «كتاب الدعوات» [خ¦6345] [خ¦6346].


[1] «وفتح الهاء»: مثبتٌ من (د).
[2] في (د) و(ع): «يعزب».
[3] في غير (ب): «بالكرم».
[4] في (ع): «للنسبة».