إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها

          7424- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ) أي: ابن أعين البخاريُّ البِيكَنْدِيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ) محمَّدُ بن(1) خازم، بالخاء والزاي المعجمتين بينهما ألفٌ آخره ميم (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان (عَنْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ) يزيدَ بنِ شريكٍ (عَنْ أَبِي ذَرٍّ) جُندب بن جنادَةَ ☺ أنَّه (قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلعم جَالِسٌ) فيه (فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ) لي: (يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ) الشّمس؟ (قَالَ) أبو ذرٍّ: (قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) بذلك (قَالَ) ╕ : (فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأْذِنُ) بأنْ يخلُقَ الله تعالى فيها حياةً يوجَدُ القولُ عندَها، أو أسندَ الاستئذانَ إليها مجازًا، أو المرادُ: المَلَكُ الموكَّلُ بها، ولأبي ذرٍّ: ”فتستأذن“(2) (فِي السُّجُودِ، فَيُؤْذَنُ لَهَا) زاد أبو ذرٍّ: ”في السجود“ (وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، ثُمَّ قَرَأَ) ╕ : (▬ذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا↨ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ) ابنِ مسعودٍ، وفي «بدء الخلق» [خ¦3199] «فإنَّها تذهب حتَّى تسجد تحت العرش فتستأذن(3) فيؤذَن لها، ويُوشِكُ أن تسجدَ فلا يُقبَلَ منها، وتستأذنَ فلا يؤذن(4) لها فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}»[يس:38].


[1] زيد في (د): «أبي»، ولا يصحُّ.
[2] قوله: «ولأبي ذر: فتستأذن»: تقدم في (د) عقب قوله: «فإنها تذهب تستأذن».
[3] في (د): «تستأذن»، وسقط من غيرها، والمثبت موافق للصحيح.
[4] «فلا يؤذن»: مثبتٌ من (د)، وكذا ثبت في الصحيح.