إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اتق الله وأمسك عليك زوجك

          7420- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ) هو أحمد بن سيَّار المروزيُّ فيما قاله أبو نصرٍ الكلاباذيُّ، أو أحمد بن النّضر النّيسابوريُّ فيما قاله الحاكم قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ) بضمِّ الميم وفتح القاف والدّال المهملة المفتوحة المشدَّدة، قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) أي: ابن درهمٍ الإمامُ‼ أبو إسماعيلَ الأزرقُ (عَنْ ثَابِتٍ) البُنانيِّ (عَنْ أَنَسٍ) ☺ أنَّه (قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ) مولى رسول الله صلعم (يَشْكُو) له مِن أخلاق زوجتِه زينبَ بنتِ جحشٍ (فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلعم ) لمَّا أراد زيدٌ طلاقَها وكان رسول الله صلعم يحبُّ أن يطلِّقَها (يَقُولُ) له: (اتَّقِ اللهَ) يا زيدُ (وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) فلا تطلِّقْها (قَالَتْ عَائِشَةُ) ♦ بالسند السابق، ولأبي ذرٍّ: ”قال أنس“ بدل ”قالت عائشة“: (لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم كَاتِمًا شَيْئًا) ممَّا أنزل الله عليه(1) (لَكَتَمَ هَذِهِ) الآية: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ}[الأحزاب:37] (قَالَ) أنسٌ: (فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلعم ) ولأبي ذرٍّ: ”وكانت“ «بالواو» بدل: «الفاء» ”تفخر“ بإسقاط «زينب» (تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ) به صلعم (وَزَوَّجَنِي اللهُ تَعَالَى) به (مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ).
          (وَعَنْ ثَابِتٍ) البُنانيِّ بالسّند السّابق: ({وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ}) أي: مظهِرُه، وهو ما أعلمه الله بأنَّ زيدًا سيطلِّقُها ثم تنكِحُها(2) ({وَتَخْشَى النَّاسَ}) أي: مقالة الناس إنَّه نكح امرأةَ ابِنِه (نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ) ☻ .


[1] «ممَّا أنزل الله عليه»: مثبتٌ من (د).
[2] في غير (د) و(ع): «ينكحها».