الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}

          ░48▒ (باب: قول الله ╡: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} إلى آخره [مريم:16])
          هذا الباب معقود لأخبار عيسى ╕، والأبواب الَّتي قبله لأخبار(1) أُمِّه مريم، قاله الحافظ.
          قلت: وهذه التَّرجمة كما تقدَّم مكرَّرة، وذكرت وجه الفرق هناك.
          وفي «هامش اللَّامع»: ثمَّ لا يذهب عليك أنَّ الإمام البخاريَّ ترجم هنا بعدَّة تراجم متقاربة، ولم يتعرَّض الشُّرَّاح للفرق بينها(2) إلَّا ما قالوا في وقع التَّكرار في (باب: قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم:16]) إنَّ الأُولى متعلِّقة بمريم.
          والثَّانية متعلِّقة بعيسى ◙، وهو كذلك عندي، لكن ما قال(3) الحافظ في التَّراجم المتوسِّطة بين هاتين التَّرجمتين: إنَّها متعلِّقة بمريم ليس بوجيه عندي، بل الأوجَهُ عندي أنَّ التَّرجمة الأُولى معقودة لحال مريم، كما قال الحافظ، ويدلُّ عليه الحديث الوارد فيه مِنْ قوله: (غير مريم وابنها).
          والباب الثَّاني: أي: قوله: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ}إلى آخره [آل عمران:42] أيضًا متعلِّقة بمريم.
          والباب الثَّالث: مِنْ قوله: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ} إلى آخره [آل عمران:45] متعلِّق ببشارة ولادة عيسى، وهو مشترك بينه وبين أُمِّه، ولذا أورد في التَّرجمة الأقوال المتعلِّقة بعيسى ◙، والرِّوايات الواردة فيه متعلِّقة بأُمِّه، وأمَّا (باب: قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} إلى آخره [النِّساء:171]) متعلِّقة بولادة عيسى مِنْ كونه مولودًا بكلمة(4) بدون أب، ومِنْ هاهنا بدء(5) ذكر عيسى عندي. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((في أخبار)).
[2] في (المطبوع): ((بينهما)).
[3] في (المطبوع): ((قاله)).
[4] في (المطبوع): ((بكلمته)).
[5] في (المطبوع): ((بُدئ)).