الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}

          ░12▒ (باب: قول الله ╡: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} إلى آخره [مريم:54])
          قدَّمه على الباب الآتي لأنَّه أسنُّ مِنْ إسحاق كما سيأتي في الباب الآتي، قالَ العَينيُّ: أي: بيان ما جاء في حقِّ إسماعيل مِنْ قوله ╡: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ} الآية [مريم:54]، وتمام الآية: {وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم:54]، قال المفسِّرون: قوله: {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} [مريم:54] كان بينه وبين رَجل ميعاد فأقام ينتظره مدَّة، واختلفوا في تلك المدَّة فقيل: حولًا حتَّى أتاه جبريل ╕، وقال: إنَّ الفَاجر الَّذِي وعدته بالقعود إبليس عليه اللَّعنة، قوله(1): {رَسُولًا} أي: إلى جُرْهُم. انتهى.
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ: قال ابن جُريج: لم يَعِد ربَّه عِدَة إلَّا أنجزها، وقال ابن كثير: يعني: ما التزم عبادة قطُّ بنظر إلَّا قام بها(2) ووفَّاها حقَّها، ثمَّ ذكر نحو ما تقدَّم عن العينيِّ.
          وقال أيضًا: ونَاهِيك أنَّه وعد الصَّبر على الذَّبح حيث قال: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات:102] فوفى به. انتهى.
          قال الحافظ: ذكر المصنِّف [فيه] حديث سَلَمة بن الأكوع: (ارْمُوا بَني إسْماعِيلَ) وقد تقدَّم شرحه في (باب: التَّحريض على الرَّمي) مِنْ كتاب الجهاد، واحتجَّ به المصنِّف على أنَّ اليمن مِنْ بني إسماعيل، كما سيأتي في أوائل المناقب. انتهى.
          ثمَّ اعلم أنَّ الذَّبيح إسماعيل أو إسحاق؟ مسألة خلافيَّة [شهيرة] بسط الكلام عليها أيضًا الحافظ ابن القيِّم في «زاد المعاد» وحقق أنَّ الذَّبيح إسماعيل ◙، وبه جزم ابن عابدين ☼.


[1] في (المطبوع): ((وقوله)).
[2] في (المطبوع): ((به)).