الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}

          ░44▒ (باب: قوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أهلهَا} إلى آخره [مريم:16])
          هذه التَّرجمة معقودة لأخبار مريم ♀، ومريم بالسُّريانيَّة: الخادم، وسُمِّيت به والدة عيسى، فامتَنع الصَّرفُ للتَّأنيث والعلميَّة، مريم(1) بنت عمران بن ماثان، وقيل: ابن ناشي بدل بن ماثان، واسم أمِّ مريم حنَّة_بمهملة ونون_ بنت فاقود، واسم أختها والدة يحيى: إيشاع، قال ابن إسحاق في «المبتدأ»: كانت حنَّة عند عمران، وأختها عند زكريَّا، وكانت حنَّة أمسك عنها الولد، ثمَّ حملت بمريم، فمات عمران، وهي حامل. انتهى مِنَ «الفتح».
          بزيادة مِنَ العينيِّ.
          قلت: وستأتي هذه التَّرجمة بعينها بعد ثلاثة أبواب.
          فالأوجَهُ عندي في الفرق بين الترجمتين أنَّ المقصود هاهنا بيان مريم ♀، كما تقدَّم عن الحافظ، وبالتَّرجمة الآتية بيان ابنها عيسى ◙، فذكر مريم هاهنا عندي تمهيد لذكر عيسى [الآتي] فإنَّ حملها إيَّاه كانت عجيبة نادرة غريبة خارقة للعادة، فلا حاجة إلى ادِّعاء نبوتها، كما قال الحافظ في مقدِّمة «الفتح» ذكرها البخاريُّ لأنَّها نبيَّة عنده. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((ومريم هي)).