الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين}

          ░35▒ (باب: قول الله ╡: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} إلى آخره [الصافات:139])
          قال الحافظ: هو يونس بن مَتَّى، بفتح الميم(1)، ووقع في «تفسير عبد الرَّزَّاق» أنَّه اسم أُمِّه، وهو مردود بما في حديث ابن عبَّاسٍ في هذا الباب، ونسبه إلى أبيه، فهذا أصحُّ، ولم أقف في شيء مِنَ الأخبار على اتِّصال نسبه، وقد قيل: إنَّه كان في زمن ملوك الطَّوائف مِنَ الفرس. انتهى.
          وقال أيضًا: وأمَّا قوله في الرِّواية: (ونسبه إلى أبيه) ففيه إشارة إلى الرَّدِّ على مَنْ زعم أنَّ متَّى اسم أُمِّه، وهو محكيٌّ عن وهب بن منبِّه، وَالَّذِي في «الصَّحيح» أصحُّ، وقيل: سبب قوله: (ونسبه إلى أبيه) أنَّه كان في الأصل يونس / بن فلان، فنسي الرَّاوي اسم الأب، وكنى عنه بفلان، وقيل: إنَّ ذلك هو السَّبب في نسبته إلى أُمِّه، فقال الَّذِي نسي اسم أبيه: يونس بن متَّى، وهي(2) أُمُّه. انتهى مختصرًا.
          قالَ العلَّامةُ العينيُّ: وكان_أي متَّى_ رجلًا صالحًا مِنْ أهل بيت النُّبوَّة، ولم يكن له ولد ذَكر، فقام إلى العين الَّتي اغتسل فيها أيُّوب ◙، فاغتسل هو وزوجته منها، وصلَّيا ودعَوَا الله تعالى أن يرزقهما ولدًا مباركًا، فيبعثه الله في بني إسرائيل، فاستجاب الله دعاءهما ورزقهما يونس، وتوفِّي متَّى ويونس في بطن أُمِّه وله أربعة أشهر، وقد قيل: إنَّه مِنْ بني إسرائيل، وإنَّه مِنْ سبط بنيامين، وكان مِنْ أهل قرية مِنْ قرى الموصل، يقال لها: نينوى، وكان قومه يعبدون الأصنام، فبعثه الله إليهم. انتهى.
          قوله: (مِنْ يقطين: مِنْ غير ذات أصل...) إلى آخره، وصله عبد الحميد(3) مِنْ طريق مجاهد، وزاد: (ليس لهما ساق) وكذا قال أبو عبيدة: كلُّ شجرة لا تقوم على ساق فهو(4) يقطين نحو الدُّبَّاء والحنظل والبِطِّيخ، والمشهور أنَّه القرع، وقيل: التِّين، وقيل: الموز، وجاء في حديث مرفوع في القرع: ((هي شجرة أخي يونس)).
          ثم قال الحافظ: روى ابن أبي حاتَم مِنْ طريق السُّدِّيِّ عن أبي مالك أنَّه لبث في بطن الحوت أربعين يومًا، ومِنْ طريق جعفر الصَّادق قال: سبعة أيَّام، ومِنْ طريق قتادة قال: ثلاثًا، ومِنْ طريق الشَّعبيِّ قال: التقمه ضحًى، ولفظه عشيَّةً. انتهى مِنَ «الفتح».


[1] قوله: ((بفتح الميم)) ليس في (المطبوع).
[2] في (المطبوع): ((وهو)).
[3] في (المطبوع): ((عبد بن حميد)).
[4] في (المطبوع): ((فهي)).