إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش

          7421- وبه قال: (حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى) بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللَّام، السُّلَمِيُّ _بضمِّ السِّين وفتح اللام_ الكوفيُّ ثمَّ المكِّيُّ قال: (حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ) بفتح الطّاء المهملة وسكون الهاء، البصريُّ (قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ☺ / يَقُولُ: نَزَلَتْ آيَةُ(1) الحِجَابِ) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الاية[الأحزاب:53] (فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ) ♦ (وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا) أي: على وليمتِها (يَوْمَئِذٍ) الناسَ (خُبْزًا وَلَحْمًا) كثيرًا (وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلعم وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللهَ) ╡ (أَنْكَحَنِي) به صلعم (فِي السَّمَاءِ) حيث قال تعالى: {زَوَّجْنَاكَهَا}[الأحزاب:37] وذات الله تعالى منزَّهة عن المكان والجهة، فالمراد بقولها: «في السماء» الإشارةُ إلى علوِّ الذّات والصّفات، وليس ذلك(2) باعتبار أنَّ محلَّه تعالى في السّماء، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وعند ابن سعد عن أنس: قالت زينب: يا رسول الله لستُ كأحدٍ مِن نسائك؛ ليست منهنَّ امرأة إلَّا زوَّجها أبوها أو أخوها أو أهلُها، ومِن حديث أمِّ سلمة: قالت زينب: ما أنا كأحدٍ من نساء النَّبيِّ صلعم إنَّهنَّ زُوِّجْنَ بالمهورِ وزوَّجَهُنَّ الآباء، وأنا زوَّجني اللهُ رسولَه، وأنزل فيَّ القرآن(3)، وفي مرسل الشَّعبيِّ ممَّا أخرجه الطبريُّ وأبو القاسم الطلحيُّ(4) في «كتاب الحجّة والبيان» قال: كانت زينب تقول للنّبيِّ صلعم : «أنا أعظم نسائك عليك حقًّا، أنا خيرهُنَّ مَنْكَحًا، وأكرمُهُنَّ سفيرًا، وأقربُهُنَّ رَحِمًا، زَوَّجَنِيكَ‼ الرَّحمن من فوق عرشه، وكان جبريل هو السّفيرَ بذلك، وأنا ابنة عمَّتِك(5) وليس لك من نسائك قريبةٌ غيري».
          وهذا الحديث آخر ما وقع في «البخاريِّ» من ثلاثيَّاتِهِ وهو الثّالث والعشرون، وأخرجه النَّسائيُّ في «عِشْرة النّساء» وفي «النّكاح» و«النّعوت».


[1] في (ب): «آيات».
[2] في (ع): «كذلك».
[3] في (د) و(ع): «الكتاب».
[4] هو قوام السنة إسماعيل بن محمد (ت:535).
[5] في (د): «عمِّك»، وهو خطأ.