إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار

          7419- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن المدينيِّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بنُ همَّامٍ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشدٍ (عَنْ هَمَّامٍ) بفتح الهاء والميم المشدَّدة، ابن منبِّه أنَّه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: إِنَّ يَمِينَ اللهِ) ╡ (مَلأَى) بفتح الميم وسكون اللَّام بعدها همزة (لَا يَغِيضُهَا) بالتَّحتيَّة، ولأبي ذرٍّ: بالفوقيَّة، لا ينقصها (نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) بالسّين والحاء المهملتين بالمدِّ والرّفع؛ دائمة الصَّبِّ والهطل بالعطاء (أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ) ولأبي ذرٍّ: ”ما أنفق الله منذ“ (خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ) بالقاف والصاد المهملة (مَا فِي يَمِينِهِ) وفي الرّواية السَّابقة في «بابِ قولِ الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص:75[خ¦7411] «فإنَّه لم يغض» بالغين والضّاد المعجمتين «ما في يده» وهما بمعنًى (وَعَرْشُهُ عَلَى المَاءِ) الذي تحتَه، لا ماء البحر (وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الفَيْضُ) بالفاء والضاد المعجمة، أي: فيضُ الإحسان بالعطاء(1) (أَوِ القَبْضُ) بالقاف والموحَّدة والمعجمة، أي: قبض الأرواح بالموت، وقد يكون «الفيض» بالفاء بمعنى الموت، يقال: فاضت نفسه إذا مات، و«أو» للشَّكِّ كما في «الفتح» وقال الكِرمانيُّ: ليست للتّرديد بل للتّنويع، ويَحتمل أن يكون شكًّا من الرّاوي، قال: والأوَّل هو الأولى (يَرْفَعُ) أقوامًا (وَيَخْفِضُ) آخرين.
          وسبق قريبًا [خ¦7411] ومطابقة الحديث في قوله: «وعرشه على الماء».


[1] في (د): «بالإعطاء».