التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك

          4350- قوله: (حَدَّثَنَا(1) مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تَقَدَّم ضبطه، وأنَّ (محمَّدًا) لقبه بُنْدَار، وتَقَدَّم ما (البُنْدَار)، و(عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ): (مَنْجُوْف): بفتح الميم، ثُمَّ نون ساكنة، ثُمَّ جيم مضمومة، ثُمَّ واو ساكنة، ثُمَّ فاء، وهذا ظاهرٌ عند أهله، و(بُرَيْدَةُ) هذا: هو ابن الحَصيب الأسلميُّ، شهد خيبر، عنه: ابناه، والشعبيُّ، وعدَّةٌ، تُوُفِّيَ سنة ░63هـ▒، أخرج له الجماعة، ☺.
          قوله: (وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا): قال الحافظ أبو ذرٍّ: (إنَّما أبغض عليًّا؛ لأنَّه رآه أخذ من الغنيمة، فظنَّ أنَّه غلَّ، فلمَّا أعلمه رسول الله صلعم أنَّه أخذ أقلَّ [من] حقِّه؛ أحبَّه)، انتهى.
          قوله: (وَقَدِ اغْتَسَلَ): يريد: أنَّه وقع على جارية، وقد صارت الجارية له في القسمة من الخمس، فاعتذر عنه الشارع بأنَّ له في الخمس أكثرَ من ذلك، وقد روي هذا الحديث بأتمَّ مما هنا، قال بُرَيدة: (كنت في جيش فغنموا، وبعث أمير الجيش إلى رسول الله صلعم أن ابعث إليَّ [مَنْ] يُخمِّسُها، فبعث عليًّا، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي، فوقعت في الخمس، ثُمَّ خمَّس، فصارت في أهل بيت رسول الله صلعم، / ثُمَّ خمَّس، فصارت في آل عليٍّ، فأتى ورأسه يقطر...)؛ وذكر الحديث، وفيه شيئان: قسمته لنفسه، وإصابته قبل الاستبراء، وقد أجاب عنهما الخطابيُّ كما نقله شيخنا عنه، وجوابه عن الإصابة قبل الاستبراء قال: («فيحتمل أن تكون غير بالغة، وقد قال بعدمه في حقِّها غير واحد من العلماء»)، وعدَّدهم، ثُمَّ قال: («ويحتمل أن تكون عذراء _وهو رأي ابن عُمر_ وإن بلغت»، انتهى، وهذا يتمشَّى على تخريج ابن سريج، وقد قدَّمتُه [خ¦34/111-3485]، وأمَّا قسمته لنفسه؛ فيجوز أن يقع ذلك ممَّن هو شريك فيما يقسمه؛ كما يقسم الإمام بين الرعيَّة وهو منهم، ومن ينصِّبه الإمام؛ يكون قائمًا مقامه.


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (حدَّثني)، وكذا كتب فوقها في (ق) بالحمرة.