التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: خرج النبي في رمضان إلى حنين والناس مختلفون

          4277- 4278- قوله: (حَدَّثَنَا(1) عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ): تَقَدَّم غيرَ مرَّةٍ أنَّ عيَّاشًا هذا بالمثنَّاة تحت، وبالشين المعجمة، وقد قدَّمتُ الكلام عليه، وعلى (عبَّاس بن الوليد)؛ بالموحَّدة، والسين المهملة، وأنَّ كلَّ ما في «البُخاريِّ»: (عيَّاش)؛ فهو الأوَّل، ولم يكن عن الثاني إلَّا موضعان؛ أحدهما: في (باب علامات النبوة)، والثاني: في (المغازي) في (باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن)، وفي مكان آخر نسبه، فقال: (النرسيُّ)؛ يعني: المهمل [خ¦285].
          قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى): هذا هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى الساميُّ، أحد المحدثين الكبار، تَقَدَّم، و(خَالِدٌ) بعده: هو خالد بن مهران الحذَّاء، أبو المُنازِل، تَقَدَّم.
          قوله: (فِي رَمَضَانَ إِلَى حُنَيْنٍ): قال الدِّمْياطيُّ: (لم تكن غزوة حنين في رمضان، وإنَّما كانت في شوَّالٍ سنة ثمان)، انتهى، قال مغلطاي في «سيرته» قولًا؛ وهو: (أنَّه ◙ خرج _يعني: لحُنين_ لستِّ ليال خلون من شوَّال، ويقال: لليلتين بقيتا من رمضان إلى حُنين)، فالذي في الأصل قوله: (في رمضان) هو على قول، وقيل: رواية: (في رمضان إلى حُنين) دليل قول مغلطاي، والله أعلم.
          وقال المحبُّ الطبريُّ: (وصوابه _والله أعلم_ «إلى خيبر»؛ لأنَّه ◙ قصدها في هذا الشهر، وأمَّا حُنين؛ فكانت بعد الفتح بأربعين ليلة، وكان قصدهُ أيضًا مَكَّة في هذا الشهر، هكذا حكاه الشيخ ابن تيمية في كتابه عن شيخه عبد الرزَّاق بن عبد القادر)... إلى أن قال: (ويجوز أن يكون ذلك لمَّا قصد مَكَّة، وكان في هذا الشهر، وكان قصده بعدها حُنينًا، فأُطلِق عليه خروجٌ إلى حُنين؛ لاحتمال قصدهما جميعًا، ويكون فطره بعد الخروج بأيام لمَّا بلغ الكَدِيد على ما تَقَدَّم، لا يوم الخروج، والحديث محتمل، فيُحمَل المطلق على المقيَّد؛ توفيقًا بينهما، وما ذكرهُ ابنُ التيمية عن شيخه فيه نظر؛ إذ قد ذكر بعض أهل التاريخ أنَّ خروجه إلى حُنين كان بعد الفتح بخمسة عشر يومًا، وبعضهم ذكر دون ذلك)، انتهى.
          وما قاله الدِّمْياطيُّ الحافظ شيخ شيوخنا هو الظاهر، وأنَّ ما في «الصحيح» يجيء على قولٍ قدَّمتُه قريبًا في كلامي، وقول المحبِّ الطبريِّ: (صوابه: خيبر) فيه نظر، ومَن يعرف المغازي؛ يعرف ذلك، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ): كذا في أصلنا، وعلى الواو [في] (وقال) علامة نسخة، يبقى الكلام على حذفها: (قال عبد الرزَّاق)، اعلم أنَّ هذا تعليق مجزوم به، وهذا ظاهرٌ، و(مَعْمَرٌ): هو ابن راشد، تَقَدَّم مِرارًا، و(أَيُّوبُ): هو ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، وتعليق عبد الرزَّاق ليس في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا.
          قوله: (وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ): هذا أيضًا تعليق مجزوم به، وتعليق حمَّاد ليس في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا.


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (حدثني).