التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كان الرجل يجعل للنبي النخلات حتى افتتح قريظة والنضير.

          4120- قوله: (حَدَّثَنِي(1) ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ): هذا اسمه عبد الله بن محمَّد بن أبي الأسود حُميد بن الأسود، أبو بكرٍ البصريُّ الحافظ، أخرج عنه البُخاريُّ، وأبو داود، وسمُّويه، وإبراهيم الحربيُّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وجماعة، وروى هو عن خاله ابنِ مهديٍّ، ومالكٍ، ودَيلم بن غزوان، وطائفة، تُوفِّي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين ومئتين؛ كذا أرَّخه غيرُ واحد، وهو ثقة، استُصغِر في أبي عوانة، قال ابن معين: (ما أرى به بأسًا)، وقال ابن المدينيِّ: (سماعه من أبي عوانة ضعيف؛ لأنَّه كان صغيرًا)، وقال أحمد بن أبي خيثمة: (كان ابن مَعين سيِّئَ الرأي في أبي بكر ابن أبي الأسود)، له ترجمة في «الميزان»، وهو ابن أخت عبد الرحمن بن مهديٍّ، و(مُعْتَمِرٌ): هو ابن سليمان.
          قوله: (وَحَدَّثَنِي خَلِيفَةُ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه خليفة بن خيَّاط شباب العُصفريُّ الحافظ، و(مُعْتَمِرٌ): تَقَدَّم أعلاه أنَّه ابن سليمان، وسليمان هو ابن طرخان، تَقَدَّم مترجمًا، وضبطُ طرخان، وما معناها [خ¦129].
          قوله: (حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ): تَقَدَّم متى كانت غزوة بني قريظة من كلام الدِّمياطيِّ أعلاه، وأمَّا غزوة بني النضير؛ فعند ابن إسحاق أنَّها / في ربيع الأوَّل على رأس خمسة أشهر من وقعة أُحُد، وقال البُخاريُّ: (قال الزُّهريُّ عن عروة: كانت على رأس ستَّة أشهر من وقعة أُحُد) [خ¦64/14-5956]؛ فالحاصل: أنَّ النَّضِير قبل قُريظة، و(النَّضِير)؛ بفتح النون، وكسر الضاد المعجمة، حيٌّ من يهود خيبر، وقد دخلوا في العرب وهم على نسبهم إلى هارون أخي موسى ♂، وقريظة والنضير أخوان.
          قوله: (أَوْ بَعْضَهُ): هو بالنَّصْب، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (قَدْ أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ): (أمُّ أيمن): هذه هي مولاة النَّبيِّ صلعم وحاضنتُه، اسمها: بركة بنت محصن بن ثعلبة بن عمرو بن حفص بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان الحبشيَّة، أعتقها رسولُ الله صلعم، وأسلمت قديمًا، وابـنُـَها أيمن بن عُبيد الحبشيَُّ، ثُمَّ تزوَّجها زيد بن حارثة، وهي صحابيَّة جليلة مشهورة، وقد عدَّها بعضُهم في مراضعِه ◙، وإنَّما هي من الحواضن، وقد تَقَدَّم ذلك [خ¦2630].
          قوله: (لَكِ كَذَا): هو بكسر الكاف، خطاب لمؤنَّث، وهذا ظاهرٌ.


[1] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيِّة»: (حدثنا)، وهي رواية أبي ذرٍّ وابن عساكر.