التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي

          3071- قوله: (حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تَقَدَّمَ مَرَّاتٍ أنَّه بكسر الحاء المُهْمَلَة، وتشديد المُوَحَّدة، وتَقَدَّمَ الكلام في (حِبَّان)؛ بالكسر، وهم في «البُخاريِّ» و«مسلم»: حِبَّان بن موسى، وحِبَّان بن عطيَّة، وحِباَّن ابن العَرِقة؛ الكافر الذي هلك على كفره الذي رمى سعدَ بن معاذ يوم الخندق في أكحله، وتَقَدَّمَ الكلام فيمَن اسمه (حَبَّان) _بالفتح، وبالمُوحَّدة_ في هذين الكتابين، والله أعلم، وقد قَدَّمْتُ أنَّ (حِبَّان بن(1) موسى) يأتي كثيرًا غير منسوب عن عبد الله؛ وهو ابن المبارك [خ¦574].
          قوله: (عَنْ خَالِدٍ): (خالد) هذا: هو خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصي الأمويُّ، يروي عن أبيه وغيرِه، وعنه: ابنُ المبارك، وإبراهيمُ بنُ موسى، ومُشْكُدانةُ، وجماعةٌ، وثَّقه مُحَمَّدُ بنُ بشرٍ العَبْديُّ، له حديثٌ في «الصَّحيح»، أخرج له البُخاريُّ.
          وأمَّا (وَالِدُهُ) سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصي بن أبي أُحَيحة؛ فعن أبي هريرة وابن عَبَّاس، وعنه: ابناه؛ إسحاقُ وخالدٌ، وحَفيدُه عَمرُو بن يحيى، وشعبةُ، سكن الكوفة، قال النَّسائيُّ: (ثقة)، وقال أبو حاتم: (صدوق)، انتهى، عاش إلى أن وَفَد على الوليدِ بنِ يزيدَ، وقد أخرج له البُخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وقد تَقَدَّمَ هذا مَرَّاتٍ، لكنْ ترجمةً مَرَّةً [خ¦2262] وهذه.
          قوله: (عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ العَاصِي): و(العاصي): هو ابن أُمَيَّة، وُلِدت (أمُّ خالد) هذه _واسمها أَمَةُ؛ بغير إضافة_ بالحبشة، تزوجها الزُّبَير بن العوَّام، فولدت له خالدًا وعَمرًا، ولها صحبةٌ، لكنَّها صحابيَّة صغيرة، روى عنها: موسى وإبراهيمُ ابنا عُقبَة، وسعيدُ بنُ عمرو بن سعيد، أخرج لها البُخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، لها حديثان، قال الذَّهَبيُّ: (قلت: تأخَّرتْ وفاتها إلى قريب الثمانين، قال الواقديُّ: حدَّثني جعفر بن مُحَمَّد عن [أبي] الأسود، عن أمِّ خالد بنت خالد قال: سمعتُ النجاشيَّ يقول(2) يومَ خرجنا لأصحاب السفينَتَين: أَقرِئوا رسولَ الله صلعم من النجاشيِّ السلامَ).
          قوله: (سَنَهْ سَنَهْ)، وفي نسخة: (سناه سناه): قال ابنُ قُرقُول: (كلُّها بفتح السين وشدِّ النون، إلَّا عند أبي ذرٍّ، فإنَّه خفَّف النون، [و]إلَّا القابسيَّ فإنَّه كسر السين من «سِنَّا»، ومعنى هذه الكلمة: حَسَنَة؛ بالحبشيَّة، وقال عكرمةُ: «سَنَّا: الحسن»)، انتهى.
          وقال ابنُ الأثير: («سنا سنا»، قيل: سنا بالحبشيَّة: حَسَن، وهي لغةٌ، وتُخفَّف نونُها وتُشدَّد، وفي رواية: «سنه سنه»، وفي أخرى: «سناه سناه»؛ بالتشديد والتخفيف فيهما(3))، انتهى، وفي «الغريبين» بعضُ ما ذكره في «النهاية».
          قوله: (فَزَبَرَنِي أَبِي): أي: انتهرني، زَبَرَه يَزْبُره؛ إذا انتهره، وهذا مَعْرُوفٌ.
          قوله: (أَبْلِي وَأَخْلِقِي): هو بقطع الهمزة مفتوحة فيهما، و(أخلقي): بالخاء المُعْجَمَة، قال ابن قرقول: («أَبلِي وأَخلِفي»: كذا لأبي ذرٍّ والمروزيِّ بالفاء، ولغيرهما بالقاف، من إخلاق الثوب، ومعناه بالفاء: أن يكتسب خَلَفه بعد بلاه، يُقال: خلف الله لك مالًا وأخلفه، وهو الأشهر، رُباعيٌّ)، انتهى، و(أخلفي) في أصلنا بالفاء، ومضبوط بالقلم.
          قوله: (قَالَ عَبْدُ اللهِ): هذا هو ابنُ المبارك المذكور في السند غير منسوب، وهذا ظاهِرٌ جدًّا.
          قوله: (فَبِقِيَ حَتَّى ذَكَرَ): كذا في أصلنا، وفي نسخةٍ في طرَّة أصلنا: (دكِنَ)، قال ابن قرقول: («حتى دَكِنَ»؛ يعني: اسودَّ، كذا لأبي الهيثم، والدُّكنة: غُبْرَة كَدِرَة، ولأكثر الرواة: «حتَّى ذَكَر»، وزاد ابنُ السَّكَن: «حتَّى ذكر دَهْرًا»، وهو تفسيرٌ لرواية مَن روى: «ذَكَر»؛ أراد: بقي هذا / القميصُ مدَّةً مِن الزمان طويلةً نَسِيَها الراوي، فعبَّر عنها بقوله: «ذكر دَهرًا»؛ أي: زمانًا طويلًا فنسيتُ تحديدَه، ففي «ذَكَر» على هذا ضميرٌ يرجع على الراوي؛ أي: ذكر الراوي دهرًا نَسِيَ الذي روى عنه تحديدَه، وقيل: في «ذَكَر» ضمير القميص؛ أي: بقي هذا القميصُ حتَّى ذَكَر دهرًا، كما يقال: شيخٌ مُسِنٌّ يذكر دهرًا؛ أي: يعقل زمانًا طويلًا قد مضى).


[1] (بن): سقط من (ب).
[2] (يقول):سقط من (ب).
[3] (فيهما): ليس في (ب).