التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: عمل صالح قبل القتال

          قوله: (بَابٌُ: عَمَلٌٍ صَالِحٌٍ قَبْلَ الْقِتَالِ): يجوز فيه رفع (بابٌ) منوَّنًا، و(عملٌ) بعده: مَرْفوعٌ منوَّن أيضًا، ويجوز (بابُ): مَرْفوعٌ من غير تنوين، و(عملٍ): مجرور منوَّن، قال ابن المُنَيِّر بعد أن سرد ما في الباب على عادته: (المطابقة بين التَّرجمة وبين ما بعدها بيِّنٌ ظاهرٌ إلَّا قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}[الصف:2]، لكنَّ وجهَه على الجملة: أنَّ الله عاتب مَن قال: إنَّه(1) يفعل الخيرَ ولم يفعَلْه، ثمَّ اعتقب ذلك بقوله: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا}(2) [الصف:4] فأثنى الله على من وَفَى وثبت، ثمَّ قاتل، والله أعلم، وفي الآية بالمفهوم: الثَّناء على مَن قال وفعل، فقولُه المُتقدِّم وتأهُّبُه للجهاد عملٌ صالحٌ قدَّمه على الجهاد)، انتهى.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ): تَقَدَّم أنَّ اسمه عُوَيمر _وقيل: عامر_ ابن زيد بن قيس، صحابيٌّ، اختُلِف في شهوده أُحُدًا، وكان إسلامُه تأخَّر عن أوَّل الهجرة كما تَقَدَّم [خ¦4/16-266]، قبْرُه وقبر زوجته أمِّ الدَّرداء الصُّغرى التَّابعيَّة _وقد تَقَدَّم الكلام على زوجَتَيه؛ الكبرى خَيْرَة الصَّحابيَّة، وعلى هُجَيمة، وقيل: جُهَيمة بنتُ حُيَيٍّ الأوصابيَّة التَّابعيَّة [خ¦650] [خ¦30/21-3011]_ بباب الصغير مشهوران، تُوُفِّيَ سنة إحدى _وقيل: سنة اثنتين(3)_ وثلاثين في خلافة عثمان ☺.
          قوله: (وَقَوْلُـِهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا}...)؛ الآية[الصف:2]: إن نوَّنت (بابًا)؛ فارفع (قوله)، وإن لم تنوِّنه؛ فجُرَّ (قوله)، وهذا ظاهرٌ.


[1] (إنه): سقط من (ب).
[2] زيد في (ب): ({بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}).
[3] في (ب): (ثنتين).