التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم

          قوله: (بَابُ مَا قِيلَ فِي لِوَاءِ النَّبِيِّ صلعم): اعلم أنَّ (اللِّواء): ما عُقِد في طرف الرمح ويلوى معه، وبذلك سُمِّيَ لواءً، و(الرَّاية): ثوبٌ يُجعَل في طرف الرمح، ويخلى كهيئته، تصفقه الرِّيح، قاله ابن العربيِّ.
          ثمَّ اعلم أنَّه ╕ كان له رايةٌ سوداءُ مربَّعةٌ يقال لها: العقاب، ورايةٌ بيضاءُ يقال لها: الزِّينة، وربَّما جُعِل فيها الأسودُ، وروى أبو داود في «سننه» من حديث سِمَاك بن حرب، عن رجلٍ من قومه، عن آخَرَ منهم قال: (رأيتُ رايةَ رسولِ الله صلعم صفراء)، وروى أبو الشَّيخ ابن حَيَّان _بالمثنَّاة تحت_ من حديث ابن عبَّاس قال: / (مكتوب على راياته: لا إله إلا الله مُحَمَّد رسولُ الله)، وقال الحافظ الدِّمياطيُّ: (قال يوسف ابن الجوزيِّ: رُوِي أنَّ لواءَه أبيضُ، مكتوبٌ فيه: لا إله إلا الله) انتهى، وإنَّما ذكرتُ هنا الرَّايات مع الألوية؛ لأنَّ بعض أهل العلم قال: إنَّ اللِّواء هو الرَّاية، وقد أخرج البُخاريُّ في هذا الباب: «لأُعطِينَّ الرَّاية» [خ¦2975]، وكذا: (أن تركز الرَّاية) [خ¦2976]، وهذا يدلُّ على أنَّهما سواء عنده، وقد قال النَّوويُّ في «شرح مسلم»: (إنَّ اللِّواء الرَّايةُ العظيمةُ، لا يمسكها إلَّا صاحبُ الحرب، أو صاحبُ دعوة الجيش) انتهى، والله أعلم، ويوسف ابن الجوزي: هو ابنُ قِزُغْلِي صاحب «مرآة الزَّمان»، وقد تكلَّم فيه أبو العبَّاس ابن تيمية والذَّهبيُّ في «الميزان»، تَقَدَّم [خ¦2739].