التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الردف على الحمار

          قوله: (بَابُ الرِّدْفِ عَلَى الْحِمَارِ): أخرج في هذا الباب حديثَ عبدِ الله _وهو ابن عمر_: (أنَّه ╕ أقبل يوم الفتح من أعلى مكَّة على راحلته مردفًا أسامة بن زيد...) إلى أن قال: (حتَّى أناخ بباب المسجد) [خ¦2988]، فليس فيه الإرداف على الحمار، إنَّما فيه الإرداف على البعير، وكان ينبغي _فيما يظهر_ أن يكون [لحديث] هذا الباب ترجمة أخرى مفردة، يقول فيها: (باب الإرداف على البعير)، أو أن يذكره في الباب الذي قبله، وما أدري وجهَ إخراجه في هذا الباب، وقد راجعتُ كلامَ شيخِنا؛ فلم أرَه ذكر فيه شيئًا، وكأنَّ البخاريَّ ☼ أراد أصل الإرداف؛ ويعني به: إذا كانت الدَّابَّةُ مطيقةً، فإن كان كذلك؛ فهو شاهدٌ له، والله أعلم، أو أنَّه وقع له أنَّه كان راكبًا على حمار وأَرْدَف، ولم يكن على شرطه، وقد أردف على الحمار في غير هذا الحديث، [وقد قدَّمه على(1) حديث ابن عمر في هذا الباب](2): أنَّه أردف فيه أسامة [خ¦2987]، وأردف أيضًا على الحمار غيرَ أسامةَ في قصَّةٍ أُخرى، والله أعلم.


[1] في (أ): (من)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[2] ما بين معقوفين سقط من (ب).