التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الحراسة في الغزو في سبيل الله

          (بَابُ الْحِرَاسَةِ فِي الْغَزْوِ فِي سَبِيلِ اللهِ)... إلى (بَاب الدُّعَاءِ لِلمُشْرِكِيْن بِالهُدَى؛ لِيَتَألَّفَهُم)
          اعلم أنَّه ╕ حرسه جماعة؛ حرسه يوم بدر حين نام في العَرِيش: سعد بن معاذ، [وكذا حرسه في ليلة بدر: أبو قتادة؛ كذا في «المعجم الصغير» للطَّبرانيِّ في آخره عن عبدةَ بنتِ عبدِ الرَّحمن، وهي شيختُه](1)، ويوم أُحُد: مُحَمَّد بن مسلمة، ويوم الخندق: الزُّبير بن العوَّام، وحرسه ليلة بنى بصفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ: أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ بخيبر، أو ببعض طريقها _والثَّاني في «الصَّحيح» [خ¦371]_ فذكر أنَّ رسول الله صلعم / قال: «اللَّهمَّ؛ احفظ أبا أيُّوب كما بات يحفظني»، وبوادي القُرى: بلال، وسعد بن أبي وقَّاص، وذكوان بن عبد قيس، وفي «مسند أحمد» من حديث ابن الأدرع قال: (كنتُ أحرس رسول الله صلعم ذات ليلة، فخرج لحاجته...)؛ وذكر قصَّة ذي البجادَين، رواها عنه زيد بن أسلم، وكان على حرسه عبَّاد بن بشر، فلمَّا نزلت: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة:67]؛ ترك الحرسَ، وحرسه أيضًا العبَّاسُ عمُّه، كما رواه الطَّبرانيُّ في «معجمه الصغير» في (الحاء المهملة) في (حَمْد) من حديث أبي سعيد: أنَّ العبَّاس عمَّه كان فيمن يحرسه، فلمَّا نزلت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}[المائدة:67]؛ الآية؛ ترك رسولُ الله صلعم الحرسَ.
          وحرسه أيضًا: أنس بن أبي مرثد الغنويُّ في اللَّيلة التي كان في صبيحتها وقعةُ حُنَين؛ كذا في «المستدرك» في (الجهاد)، وهو في «أبي داود» و«النَّسائيِّ»، وفيه أيضًا عن أبي ريحانة قال: (خرجنا مع رسول الله صلعم في غزوة...) إلى أن قال: («ألَا رجلٌ يحرسُنا اللَّيلة»، فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله، فدعا له، قال أبو ريحانة: فقلت: أنا، فدعا لي هو دون ما دعا به للأنصاريِّ...)؛ الحديث، وهذا في (الجهاد) أيضًا، وحرسه حذيفة كما ذكره الواحديُّ من حديث عائشة: أنَّه ╕ قال: «ألَا رجلٌ صالحٌ يحرسني»، فجاء سعدٌ وحذيفةُ...؛ الحديث، وفيه: فنزلت هذه الآية؛ يعني: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة:67].
          وفي «ابن ماجه»: أنَّ الأدرع السُّلميَّ حرسه ╕، وقال الذَّهبيُّ في «تجريده»: (الأدرع السُّلميُّ، كان في حرس رسول الله صلعم، يروي عنه المقبريُّ).
          وكان حارس رسول الله صلعم خشرم بن الحُبَاب؛ هو ابن المنذر، رأيتُه بخطِّ أبي الفتح ابن سيِّد النَّاس في حاشية «الاستيعاب»، وعزاه لابن دريد، وبقيَّة كلامه فيه تدلُّ على أنَّه ذكره في كتاب «الاشتقاق» له، ثمَّ نظرتُه فيه(2)، والله أعلم.
          وفي «سيرة» مُطوَّلة جدًّا ولا أعرف مَن مُؤلِّفها: أنَّه حرسه أبو بكر وعمرُ ☻ في ليلة من ليالي أيَّام الخندق، والله أعلم، فأمَّا عمرُ؛ فحرسه في ليلة الفتح، ذكره أبو داود، وسيأتي في (الفتح) عَزْوُهُ [خ¦4280].


[1] ما بين معقوفين جاء في (ب) عند قوله لاحقًا: (ببعض طريقها)، «المعجم الصغير» ░1196▒.
[2] (ثمَّ نظرته فيه): سقط من (ب)، انظر «الاشتقاق» ░2/463▒.