التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم

          قوله الآية التي تلاها: ({وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ}[النساء:100]): هذه الآية أُنزِلت في ضمرة بن العيص، [أو العيص] بن ضمرة بن زنباع الخزاعيِّ، لمَّا أُمِروا بالهجرة وكان مريضًا، فأمر أهلَه أن يفرشوا له على سرير ويحملوه إلى رسول الله صلعم، قال: ففعلوا، قال: فأتاه الموتُ وهو بالتَّنعيم، فنزلت هذه الآية، قاله سعيد بن جبير، وقال: إنَّه كان مصابًا ببصره، وفي «تجريد الذَّهبيِّ»: (ضَمْرة بن العيص بن ضَمْرة الخزاعيُّ) انتهى، وفي «التَّجريد» أيضًا: (أنَّه ضمرة بن عمرو الخزاعيُّ، وقيل: ضَمْرة بن جُنْدب، وقيل: ضمضم، هاجر(1) فأدركه أجلُه في الطَّريق)، انتهى، وقد(2) قيل في ضمرة هذا: أبو ضمرة بن العيص، والصَّحيح: ضَمْرة، لا أبو ضَمْرة، ويقال: نزلت في [حبيب بن ضَمرة الليثيِّ].
          تنبيهٌ: وقع في «تفسير ابن عبد السَّلام» الشَّافعيِّ: (أنَّها نزلت في أكثم بن صيفيٍّ)، انتهى، وأكثم هذا مِن حكماء العرب، والصَّحيح: لم يُسلِم، وأخطأ أبو نُعَيم في عدِّه في الصَّحابة، والله أعلم.


[1] في (ب): (وقيل: خرج مهاجرًا).
[2] (قد): ليس في (ب).