التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من قال: خذها وأنا ابن فلان

          قوله: (بابُ مَنْ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ فُلَانٍ): ذكر ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثمَّ قال: (وموضعُها من الفقه: أنَّها خارجةٌ عَنِ الافتخار المَنْهيِّ عنه؛ لاقتضاء الحال ذلك، خلاف إنكارها على القائل: «أنا»، فجعل يقول: «أنا أنا») انتهى.
          كره بعضُهم التسويمَ والإعلامَ في الحرب، وقالوا: فِعلُ ذلك من الشهرة، ولا ينبغي للمسلم أن يُشهِر نفسه في خيرٍ ولا شرٍّ، قالوا: وإنَّما ينبغي للمؤمن إذا فعل شيئًا لله أن يخفيَه عنِ الناس، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ}[آل عمران:5]، رُوِيَ هذا عن بُريدة الأسلميِّ، نقله شيخُنا عنه، والصوابُ _كما قال الطَّبَريُّ_: أنَّه لا بأس بالتسويم والإعلام إذا قصد به أنَّه يُتأسَّى به، وأمَّا إذا قصد به الافتخارَ؛ فهذا هو المكروه؛ لأنَّه قاتَلَ للذِّكر، والله أعلم، قاله شيخنا.
          قوله: (وَقَالَ سَلَمَةُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ): (الأكوع): جدُّ سَلَمة، وهو سَلَمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع: سنان بن عبد الله بن قُشَير الأسلميُّ، كنية سَلَمة أبو مسلم وأبو إياس، بايع تحت الشجرة، ونزل الرَّبَذة مدَّةً، وكان شجاعًا راميًا، قال ابنُه إياسٌ: (ما كذب أبي قطُّ)، تُوُفِّيَ بالمدينة سنة ░74هـ▒، وقد بايعه ╕ تحت الشجرة ثلاث مَرَّاتٍ، كما في «مسلم»، أخرج له الجماعة وأحمدُ في «المسند».