التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل

          قوله: (ثُمَّ يُسْلِمُ): هو بضَمِّ أوَّله، وكسر اللَّام.
          قوله: (وَيُسَدَّدُ): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وكذا (وَيُقْتَلُ): مبنيٌّ أيضًا لما لم يُسمَّ فاعله.
          تنبيهٌ: وقع في «صحيح مسلم» من حديث أبي هريرة ☺(1)، وعنه: أبو صالح: «لا يجتمعان في النَّار اجتماعًا يضرُّ أحدُهما الآخرَ»، قيل: مَن هم يا رسول الله؟ قال: «مؤمنٌ قتل كافرًا، ثمَّ سُدِّد(2)»، انتهى، وهذا اللَّفظ تغييرٌ(3) من بعض الرُّواة، وصوابه: (مؤمنٌ قتله كافرٌ، ثمَّ سُدِّد)، ويكون معنى قوله: «لا يجتمعان في النَّار اجتماعًا يضرُّ أحدهما الآخر»: لا يدخلانها للعقاب، ويكون هذا استثناءً من اجتماع الورود، وتخاصمهم على جسر جهنَّم، قاله القاضي عياض.


[1] (☺): مثبت من (ب).
[2] كذا ضُبط في (أ) على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، وفي «صحيح مسلم»: (ثمَّ سَدَّد) بالبناء للفاعل، قال القاضي في «إكمال المعلم» ░6/313▒: (ووجهه عندي أن يرجع قولُه: «ثمَّ سَدَّد» على الكافر القاتل، ويكون بمعنى الحديثِ المتقدِّم: «يضحك الله لرجلين يقتل أحدُهما الآخرَ، كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا فيستشهد فيدخل الجنة، ثمَّ يتوب الله على القاتل، فيُسلِم فيستشهد» [م░1890▒ ░129▒])، ثمَّ قال: (ذكر البخاريُّ هذه الترجمةَ على نحو ما ذكرناه: «باب الكافر يقتل المسلم ثمَّ يُسلِم فيسدد»، لكن لم يُدخِل هذا الحديثَ المشكِل، وأدخل حديثَ الضحك بنصِّه، فلعلَّه لم يُدخِله لإشكاله، أو لأنَّه رأى فيه فهمًا، وأنَّ صوابه: «مؤمن قتله كافرٌ ثمَّ سدد»)، ثمَّ ذكر ما نقله المصنِّف عنه.
[3] في (ب): (يعتبر).