التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية

          قوله: (ويُذْكَر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ): (يُذكَر): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وقد تَقَدَّم أنَّ هذه صيغة تمريض [خ¦4/34-306]، وكأنَّها لم تصحَّ على شرطه إلى ابن عبَّاس، قال شيخُنا: (أخرجه إسماعيلُ بن أبي زياد الشَّاميُّ في «تفسيره» عنه).
          قوله: («انْفِرُوا ثُبَاتٍ»: سَرَايَا مُتَفَرِّقِينَ، وَيُقَالُ: وَاحِدُ «الثُّبَاتِ»: ثُبَةٌ): قائل ذلك هو أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى، وهو في كتاب «المجاز» له، قاله بعضُ الحُفَّاظ المعاصرين، انتهى.
          اعلم أنَّ للمفسِّرين في قوله تعالى: {فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ}[النِّساء:71] أقوالًا؛ أحدها: أنَّه جمع: ثُبَة؛ بضَمِّ الثاء المثلَّثة، وفتح الموحَّدة؛ وهي العُصْبة من الرِّجال، والجمع: ثباتٍ، وثُبُون، وثِبُون، وأثابيُّ، وقيل: فِرَقٌ، وقيل: مُتفرِّقين؛ أي: اخرجوا سريَّة سريَّة.