التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: الجنة تحت بارقة السيوف

          قوله: (بَابٌ: الْجَنَّةُ تَحْتَ بَارِقَةِ السُّيُوفِ): ذكر ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثمَّ قال: (لم يُترجِم على الحديث بلفظِه)؛ يعني: أنَّ التَّرجمةَ: (تحت بارقة السُّيوف)، والحديث: «تحت ظِلَال السُّيوف»، قال: (فإمَّا أن يكونَ لفظُ التَّرجمةِ في حديثٍ آخَرَ لا يوافق شرطَه، فنبَّه عليه في التَّرجمة، أو نبَّه على معنى «تحت ظلال السُّيوف»، وأنَّ السُّيوف لمَّا كانت لها بارقةٌ وشعاعٌ، كان لها أيضًا ظلالٌ بحسبها) انتهى.
          قال ابن الجوزيِّ: (والمراد: أنَّ دخولَه الجنَّةَ يكون بالجهاد، و«الظِّلال» جمعُ «ظِلٍّ»، فإذا دنا الشخصُ من الشخص؛ صار تحت ظِلِّ سيفه)، وقال في موضِعٍ آخَرَ: (وإذا تدانى الخصمان؛ صار كلُّ واحدٍ منهما تحت ظلِّ سيفِ الآخَر، فالجنَّة تُنال بهذا)، انتهى، ويقال: إنَّ ثواب الله والسَّبب الموصل إلى الجنَّة عند الضرب بالسُّيوف في سبيل الله، ومشي المجاهدين في سبيله أيضًا، فاحضروا فيه بصدقٍ واثبتوا.
          قوله: (تَحْتَ بَارِقَةِ السُّيُوفِ): (بارقتها): لَمعانُها، يقال: برق بسيفه، وأبرق؛ إذا لمع به.
          قوله: (وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ): تَقَدَّم الكلام عليه، وهو صحابيٌّ مشهور، تَقَدَّم أنَّه حصَّن ثلاثَ مئةِ امرأةٍ، وقيل: ألفًا [خ¦58]، فلا نُطوِّل به.