التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: صنعت سفرة رسول الله في بيت أبي بكر

          2979- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): تَقَدَّم مرارًا أنَّه حمَّادُ بنُ أسامة، وكذا تَقَدَّم (هِشَام عَنْ أَبِيهِ): أنَّه ابن عروة بن الزُّبير بن العوَّام بن خُوَيلد، وكذا تقدَّمت (فَاطِمَةُ): أنَّها زوجُ هشامِ بن عروة، وهي فاطمةُ بنتُ المنذر بن الزُّبير بن العوَّام، وأنَّها(1) تابعيَّةٌ ثقةٌ، أخرج لها الجماعة [خ¦86]، وكذا تقدَّمت (أَسْمَاء)، وهي بنت أبي بكر، وهي أمُّ عروة، وتَقَدَّم بعضُ ترجمتِها، وأنَّه تُوُفِّيَت بعد وفاة ابنها عبد الله بن الزُّبير بيسير(2) سنةَ ثلاثٍ وسبعين، وقد عَمِيت ♦ [خ¦86].
          قوله: (سُفْرَةَ): هي بضَمِّ السين، وهذا مشهورٌ، وهي طعام المسافر؛ الزوَّادة، وبه سُمِّيتِ الآلة التي يعمل فيها سُفرةً إذا كانت مِن جلدٍ، والله أعلم.
          قوله: (إِلَّا نِطَاقِي): (النِّطَاق): بكسر النُّون، وتخفيف الطَّاء المهملة، وبعد الألف قاف، قال الجوهريُّ: (والنِّطَاق: شقَّة تلبسها المرأةُ، وتشدُّ وسطَها، ثمَّ تُرسِل الأعلى على الأسفل إلى الرُّكبة، والأسفل مُنْجرٌّ(3) على الأرض، وليس لها حُجْزَة، ولا نَيْفق، ولا ساقان، والجمع: نُطُق، وكان يُقال لأسماء بنت أبي بكر ☻: ذات النِّطاقين، وذاتُ النِّطاق أيضًا: اسمُ أكمةٍ لهم)، وقال ابنُ الأثير: (المِنطق: النِّطاق، وجمعه «مناطق»، وهو أن تلبس المرأةُ ثوبَها، ثمَّ تشدُّ وسطَها بشيء، وترفع وسط ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال؛ لئلَّا تعثر في ذيلها، وبه سُمِّيت أسماء بنت أبي بكر: ذاتَ النِّطاقين؛ لأنَّها كانت تطارق نطاقًا فوق نطاق، وقيل: كان لها نطاقان تلبس أحدهما، وتحمل في الآخر الزَّاد إلى رسولِ الله صلعم وأبي بكر في الغار، وقيل: شقَّت نطاقها نصفين؛ فاستعملت أحدهما، وجعلت الآخر شدادًا لزادهما) انتهى، وفي «المطالع» نحوُه، ثمَّ قال: (واختُلِف لم سُمِّيت أسماءُ ذاتَ النِّطاقَين، وأشهرها: أنَّ أحدَهما نطاقُ المرأةِ المعروفُ، والآخَر الذي كانت به ترفعُ طعامَ رسولِ الله صلعم وزادَه(4)، ووقع في كتاب «مسلم» _وزاده تفسيرًا في «البخاريِّ»_: أنَّها شقَّت نطاقها حين صنعت سُفرةَ رسولِ الله صلعم في الهجرة، فشدَّتها بنصفه، وانتطقت بالآخَر [خ¦2979]، وقيل: بل لأنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «قد أعطاكِ الله بهما نطاقين في الجنَّة»، وقيل: بل لأنَّها كانت تطارق نطاقًا على نطاقٍ تستُّرًا، وقيل: بل لأنَّ النَّبيَّ صلعم قال لها: «قد أبدلكِ الله بنطاقكِ هذا نطاقين في الجنَّة»، والذي فسَّرَتْ به خبرَها أولى)، انتهى، وقيل غير ما ذَكر.


[1] في (ب): (وكذا أنها).
[2] (بيسير): سقط من (ب).
[3] في (ب): (ينجر).
[4] (وزاده): سقط من (ب).