التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ولم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها

          2947- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ): تَقَدَّم مرارًا أنَّه بضَمِّ الموحَّدة، وفتح الكاف، وأنَّه يحيى بن عبد الله بن بُكَير، وتَقَدَّم (اللَّيْثُ): أنَّه ابنُ سعد، أحدُ الأعلام، وكذا (عُقَيْل): أنَّه بضَمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابنُ خالد، وكذا (ابْن شِهَابٍ): أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّد بن مسلم.
          قوله: (مِنْ بَنِيهِ): هو جمع (ابن)، كذا لهم، وهو المعروف، ولابن السكن: (من بيته)؛ واحد البيوت التي تُسكَن، وكذا للقابسيِّ في (المغازي) [خ¦4418]، وهو وَهَمٌ في الرواية، وله وجهٌ على حذف مضافٍ؛ أي: من أهل بيته.
          قوله: (وَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صلعم غَزْوَةً(1) إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا): اعلم أنَّ في «سيرة ابن إسحاق» في (غزوة الفتح): أنَّ رسول الله صلعم أعلم الناس أنَّه سائرٌ إلى مكَّة، وقد رأيت ما هنا، وهو في «مسلم» أيضًا، فإن صحَّ ما قاله ابن إسحاق؛ فتأويل ما في «الصحيحين» ممكنٌ؛ وذلك لأنَّ في بعض طرقه في «الصحيح» _كما سيجيء قريبًا_: (قلَّما يريد غزوةً يغزوها إلَّا ورَّى بغيرها حتَّى كانت غزوة تبوك) [خ¦2948]، وإلَّا؛ فالقول قول «الصحيحين»، والله أعلم.


[1] (غزوة): سقط من (ب).