التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث البراء: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

          2874- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ): هذا هو القطَّانُ الحافظُ، تَقَدَّم، وكذا (سُفْيَان) بعده: هو ابنُ سعيد بن مسروق الثَّوريُّ، و(أَبُو إِسْحَاقَ): تَقَدَّم أنَّه عَمرو بن عبد الله السَّبِيعيُّ.
          قوله: (قَالَ لَهُ رَجُلٌ): هذا (الرَّجل): تَقَدَّم [خ¦2864] أنِّي لا أعرفه، غير أنَّه من قيس، كما وقع في (المغازي) من «البخاريِّ» [خ¦4317].
          قوله: (وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟): سيأتي في (غزوة حنين) الكلامُ عليه [خ¦4315]، وهذا السؤالُ مطابقٌ لجوابِ البراء، ولهذا أخرجَ النَّبيَّ صلعم؛ لأنَّ قولَه: (ولَّيتُم) يشمل مجموع المسلمين الحاضرين بحنين، فلهذا أخرجه البراءُ ╕، وهذا مُجمَعٌ عليه أنَّه ╕ لم يفرَّ، وسيأتي الكلام عليه في (حُنَين)، كما تَقَدَّم، وسأذكر قريبًا مَن ثَبَت معه في حُنَين ╕، والاختلاف في عددهم، والله أعلم.
          قوله: (سَرَعَانُ النَّاسِ): هو بفتح السين والراء، ويجوز تسكينُها، وقد تَقَدَّم الكلامُ على (فخرج سرعان الناس) في(1) (السَّهو)، وقد ذكرتُ هناك ضبطَ هذا اللَّفظِ بالخلاف فيه [خ¦482]، وكلامُ ابن الأثير مُصرِّح في هذا بفتح الرَّاء وإسكانها؛ لأنَّه ذكر حديثَ السَّهو، وضَبَطَه بالوجهين، ثمَّ قال: (ومنه حديث يوم حنين).
          تنبيهٌ: قال مغلطاي في «سيرته الصُّغرى»: (ولم يثبت معه يوم حنين إلَّا عشرةٌ، وقيل: ثمانية)، وقال ابنُ سيِّد النَّاس في «سيرته الكبرى» من كلام ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرَّحمن بن(2) جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله...؛ فذكر حديثًا، وفيه: (وفيمَن ثبت معه من المهاجرين: أبو بكر وعُمرُ، ومن أهل بيته: عليُّ بن أبي طالب، والعبَّاسُ، وأبو سفيان بن الحارث، وابنُه، والفضلُ بن العبَّاس، وربيعةُ بن الحارث، وأسامةُ بن زيد، وأيمنُ ابن أمِّ أيمن وقُتِل يومئذٍ)، فهؤلاء عشرة، وذكر أيضًا أبو الفتح ابنُ سيِّد الناس المذكور في (أعمامه وعمَّاته): أنَّ عتبةَ ومُعتِّبًا ابنَي أبي لهب ثبتا معه يوم حنين، وذكر أيضًا في أعمامه وعمَّاته الزُّبيرَ، فقال: (فولده عبدُ الله شهد يوم حنين، وثبت معه)، وذكر ابنُ عبد البَرِّ في «استيعابه»: أنَّ أمَّ الحارث الأنصاريَّة ثبتت معه يوم حنين، ذكر ذلك في ترجمتها، وفي «الاستيعاب» في ترجمة العبَّاس قال: (وانهزم النَّاسُ عن رسول الله صلعم يوم حنين غيرَه وغيرَ عُمَرَ وعليٍّ وأبي سفيان بن الحارث، وقد قيل: غير سبعة من أهل بيته...) إلى أن قال: (قال ابنُ إسحاق: والسبعةُ: عليٌّ، والعبَّاسُ، والفضلُ بن العبَّاس، وأبو سفيان بن الحارث، وابنُه جعفرٌ، وربيعةُ بن الحارث، وأسامةُ بن زيد، والثَّامن: أيمن بن عُبَيد، وجعل غيرُ ابنِ إسحاق في موضع أبي سفيان عمرَ بن الخطَّاب، والصحيح: أنَّ أبا سفيان كان معه يومئذٍ، ولم يُختلَف فيه، واختُلِف في عُمرَ)، انتهى.
          وقال شيخُنا الشارح: (وثبت معه يومئذٍ العبَّاسُ، وعليٌّ، والفضلُ، وأبو سفيان بنُ الحارث، وربيعةُ بن الحارث، وأبو بكرٍ، وعُمرُ، وأسامةُ في أناس من أهل بيته، قال الحارث بن النعمان: مئة رجل، وسيأتي تعداد بعضهم...) إلى أن قال: (وعدَّ ابنُ هشامٍ وغيرُه فيمَن ثبت معه: قُثَمُ بن العبَّاس، وفيه نظرٌ؛ لأنَّه ╕ تُوُفِّيَ وهو صغير، وعند الزُّبير بن أبي بكر: وكان عتبةُ ومُعتِّب ابنا أبي لهب ممَّن ثبت معه يومئذٍ، ولابن إسحاق: وأيمن ابن أمِّ أيمن، ولابن عبد البَرِّ: وجعفر بن أبي سفيان بن الحارث وأمُّ سُلَيم، ولعبد الغنيِّ: وعبد الله بن الزُّبير بن عبد المطَّلب، ولابن الأثير: وعَقِيل بن أبي طالب، ولابن عبَّاس في «تفسيره»: وأبو دجانة ونفرٌ من الأنصار تعلَّقوا بثَفَر البغلة، وللبيهقيِّ عن ابن مسعود: ثَبَتُّ معه يومئذٍ في ثمانين رجلًا مِن الأنصار والمهاجرين...) إلى أن قال: (ولأبي معشر: ثبت معه يومئذٍ مئةُ رجل؛ بضعة وثلاثون من المهاجرين، وسائرهم من الأنصار) انتهى، فاته نوفل بن الحارث بن عبد المطَّلب، قاله أبو عمر في «استيعابه»، والذي عزاه للبيهقيِّ هو في «المستدرك» في (الجهاد) من حديث ابن مسعود، ولفظه: (ثبتُّ معه في ثمانين رجلًا) انتهى، وفي التِّرمذيِّ مُحسَّنًا عن ابن عمر: (وما معه إلَّا مئةُ رجل)، وسيأتي الكلام على فرارهم في (حُنين) إن شاء الله تعالى [خ¦4316].
          قوله: (وَإنَّ النَّبِيَّ صلعم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ): تَقَدَّم الكلام على هذه البغلة قريبًا، وبغلاته أيضًا [خ¦2864]، وعلى (أَبِي سُفْيَانَ بْن الحَارِثِ)، وأنَّ اسمَه المغيرةُ، وقيل: بل المغيرة أخوه، وقيل: اسمُه كنيتُه [خ¦2864]. /
          قوله: (أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ...) إلى آخره: ستأتي الحكمة في ذلك في (حنين) [خ¦4315].


[1] زيد في (ب): (الصَّلاة في).
[2] (بن): سقط من (ب).