التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب

          2807- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تَقَدَّم مرارًا أنَّه الحَكَمُ بن نافع، وكذا تَقَدَّم (شُعَيْبٌ): أنَّه ابنُ أبي حمزة، وكذا تَقَدَّم (الزُّهْرِيُّ): أنَّه مُحَمَّدُ بن مسلم، وكذا تَقَدَّم الكلام على (ح) [خ¦6]، وكذا تَقَدَّم (إِسْمَاعِيلُ): أنَّه ابنُ أبي أويس عبدِ الله، وأنَّه ابنُ أخت الإمامِ مالكِ بن أنسٍ، وكذا تَقَدَّم الكلام على (أَخِيهِ): أنَّه عبدُ الحَميد بن أبي أويس، وأنَّه ابنُ أختِ مالكٍ أيضًا، وتَقَدَّم الكلام على (سُلَيْمَانَ): أنَّه ابنُ بلال، أبو مُحَمَّد، مولى [آل] أبي بكر.
          قوله: (أُرَاهُ)؛ أي: أظنُّه، وهو بضَمِّ الهمزة، والاعتبار هو بالسَّند الأوَّل؛ لأنَّ هذا بالظَّنِّ والحسبان، ولا يثبتُ به شيءٌ، وإنَّما هو مِن باب المتابعة، ولا حجَّةَ فيه.
          قوله: (عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ): هو مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عتيق مُحَمَّدِ بن عبد الرَّحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق التيميُّ المدنيُّ، عن أبي يونسَ مولى عائشةَ، ونافعٍ، والزُّهريِّ، وعنه: عبدُ العزيز بن الماجشون، ومُحَمَّدُ بن إسحاق، وسُليمانُ بن بلال، وجماعةٌ، ذكره ابنُ حِبَّان في «ثقاته»، روى له البخاريُّ مقرونًا بغيره، وهذا المكان هو نوعٌ من القرن، قرنه بشعيب، والله أعلم. /
          قوله: (فَقَدْتُ آيَةً مِنَ الأَحْزَابِ...): إلى قوله: (فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ): هذا كان في الجمع الأوَّل زمن الصِّدِّيق(1)، ولم يَرِد أنَّ حِفْظَها ذهب على جميع الناس فلم يكن عندهم؛ لأنَّ زيدَ بن ثابتٍ حفظها، فهما اثنان، والقرآنُ لا يثبت إلَّا بالتواتر، لا باثنين، ويدلُّ على أنَّ معنى قوله: (وجدها عنده)؛ يريد: مكتوبة: قال شيخُنا: (وقد رُوِي أنَّ عمرَ قال: أشهد لسمعتُها مِن رسول الله صلعم، ورُوِي أنَّ أُبيَّ بنَ كعب قال مثل ذلك، وعن هلال بن أميَّة مثلُه، فهؤلاء جماعةٌ، وإنَّمَا أمر أبو بكر عند جمع المصحف عُمرَ بن الخطَّاب وزيدًا بأن يطلبا ما يُنكرانِه شهادةَ رجلين يشهدان سماعَ(2) ذلك من رسول الله صلعم؛ ليكون أثبتَ وأشدَّ في الاستظهار، وممَّا لا يتسرَّع أحدٌ إلى دفعِه وإنكاره؛ قاله القاضي أبو بكر بن الطَّيِّب، وقد ذكر في ذلك وجوهًا؛ هذا أحسنها(3))، انتهى.
          وقوله: (إلَّا مع خزيمةَ الأنصاريِّ...) إلى آخره: هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الخَطْمِيُّ الأنصاريُّ، من بني خَطْمة من الأوس، يُعرَف بذي الشهادتين، جعل رسولُ الله صلعم شهادتَه كشهادة رَجُلَين، وقصَّتُه(4) هذه في بيع الفرس: اشترى رسولُ الله صلعم فرسًا من سواء بن الحارث، فدُفِع لسواء فيه أزيدُ ممَّا اشترى به رسولُ الله صلعم، فأنكر العقدَ، فشهد خزيمة بجريان العقد ولم يحضرِ العقدَ، وإنَّما شهد بتصديق النَّبيِّ صلعم، وهو فقهٌ حسنٌ ظاهرٌ جليٌّ، فأجاز ╕ شهادةً بشهادة رجلين، والفرس يقال له(5): الطِّرف، وكان أبيضَ، وهو بكسر الطاء المهملة، وقيل: هو المرتجز، سُمِّي بذلك؛ لحسن صهيله، يكنى خزيمة أبا عُمارة، شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد، وكانت رايةُ بني خَطْمَة يوم الفتح بيده، وكان مع عليٍّ ☺ بصفِّين، فلمَّا قُتِل عمَّارٌ؛ جرَّد سيفه، فقاتل حتَّى قُتِل، وصفِّين سنة سبع وثلاثين، والله أعلم.


[1] زيد في (ب): (☺).
[2] (سماع): سقط من (ب).
[3] زيد في (ب): (والله أعلم).
[4] في (ب): (وقضيته).
[5] (له): سقط من (ب).