التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس

          ░31▒ باب لاَ يَتَحَرَّى الصَّلاَةَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ.
          585- 586- 587- 588- ذكر فيه حديث ابن عُمَرَ أنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ: (لاَ يَتَحَرَّى أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّي عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلاَ غُرُوبِهَا).
          وحديث أبي سعيد الخدريِّ: عن رَسُولَ اللهِ صلعم: (لاَ صَلاَةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ولاَ صَلاَةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ).
          وحديث معاوية: (إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلاَةً، لَقَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللهِ صلعم فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهما، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا، يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ).
          وحديث أبي هريرةَ: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صلعم عَنْ صَلاَتَيْنِ: بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ).
          أمَّا حديث ابن عُمر فأخرجه مسلمٌ أيضًا، وسلف في الباب قبله مِن طريق آخر عنه [خ¦583].
          وأمَّا حديث أبي سعيدٍ: فأخرجه مسلمٌ أيضًا، وأخرجه النَّسائيُّ بلفظ: ((حَتَّى تبزغ)) بدل (حتَّى ترتفع).
          وأمَّا حديث معاوية فأخرجه أيضًا في باب ذكر معاويةَ، رواه عنه حُمرَان بن أبَانَ، ورواه أبو داودَ الطَّيالِسِيُّ، عن مَعبَدٍ الجُهَنيِّ بدل حُمران، وشيخ البخاريِّ فيه محمَّد بن أَبان، وهو ابن وَزيرٍ البَلْخِيُّ كمَا ذكره الدَّارَقُطنيُّ وغيره. وَقَالَ ابن عَدِيٍّ: هو الواسِطيُّ. وغُلِّط الأوَّل؛ لأنَّ البلخيَّ يروي عن الكوفيِّين، والواسطيَّ يروي عن البصريِّين. وَقَالَ المِزِّيُّ: الأشبه الأوَّل، وما ذكره ابن عديٍّ محتملٌ؛ فإنَّ البخاريَّ ذكر الواسطيَّ في «تاريخه الكبير» ولم يذكر فيه البَلخِيَّ، وجزم بأنَّه البَلخيُّ ابنُ أبي أحدَ عشرَ في «جمعه»، وفي طبقتهما آخر يُقال له: محمَّد بن أبان بن عليٍّ البَلْخيُّ، يروي عن عبد الرَّحمن بن جابرٍ.
          وأمَّا حديث أبي هريرةَ فسلف [خ¦368]. وفقه الباب سلف في الباب قبله، ومعنى: (لا صلاة) أي: شرعيَّةً؛ لأنَّ الحسِّيَّة لم تنتفِ.