التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من قال: لم يترك النبي إلَّا ما بين الدفتين

          ░16▒ (بَابُ: مَنْ قَالَ: لَمْ يَتْرُكِ النَّبِيُّ صلعم إلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ).
          5019- ذكر فيه حديثَ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ: (دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ☻، فَقَالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ: أَتَرَكَ النَّبِيُّ صلعم مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَى مُحمَّد بن الحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: مَا تَرَكَ إلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ).
          ثُمَّ ساق بعدها بابًا آخر، ثُمَّ قَالَ:
          ░18▒ (بَابُ: الوَصَاةِ بِكِتَابِ اللهِ ╡).
          5022- وساق فيه حديثَ عبد الله بن أبي أَوفى ☻، وقد سأله طلحة بن مُصرِّفٍ: (أَوْصَى النَّبِيُّ صلعم؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَكَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الوَصِيَّةُ، أَوْ أُمِرُوا بِهَا وَلَمْ يُوصِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ).
          وقد سلف هذان البابان، ويردَّان قولَ مَنْ زعم أنَّه ◙ أوصى إلى أَحدٍ، وأنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ وصيٌّ، ولذلك قَالَ عليُّ بن أبي طالبٍ حين سُئل عن ذلك فقال: ما عندنا إلَّا كتاب الله وما في هذه الصَّحيفة _لصحيفةٍ مقرونةٍ بسيفه_ فيها: العقل، وفكاك الأسير، ولا يُقتل مؤمنٌ بكافرٍ. ويأتي.
          فالمراد بما بين الدَّفَّتين القرآنُ، وهما جانبا المصحف، جُعل بعد وفاة رسول الله صلعم، وقد ترك مِنَ السُّنَّةِ كثيرًا، ويحتمل أنَّ المراد: ما ترك شيئًا مِنَ الدُّنيا أو ما ترك علمًا مسطَّرًا سواه.