التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب تأليف القرآن

          ░6▒ (بَابُ: تَأْلِيفِ القُرْآنِ).
          ذكر فيه أربعةَ أحاديث:
          4993- أحدها: حديث يُوسُفُ بُنِ مَاهَك قَالَ: (إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ ♦ إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ فَقَالَ: أَيُّ الكَفَنِ خَيْرٌ؟ قَالَتْ: وَيْحَكَ، وَمَا يَضُرُّكَ؟ قَالَ: يَا أُمَّ المُؤْمِنينَ، أَرِينِي مُصْحَفَكِ، قَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: لَعَلِّي أُؤَلِّفُ القُرْآنَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ، قَالَتْ: وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ، إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ...) الحديث.
          ومعنى (أَوَّلَ مَا نَزَلَ...) إلى آخره، تريد: {الْمُدَّثِّرُ}، والمشهور: {اقْرَأْ} كما تقدَّم، وأراد العراقيُّ تأليفَ القرآن على ما نزل أوَّلًا فأوَّلًا، لا يقرأ المدنيَّ قبل المكِّيِّ، والقرآنُ ألَّفه رسولُ اللهِ صلعم بالوحي، كان جبريل ◙ يقول له: اجعل آية كذا في سورة كذا.
          وقولها: (مَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ) فيه دلالةٌ أنَّ السُّورة تُسمَّى بما يُذكر فيها.
          ومعنى (ثَابَ النَّاسُ): رجعوا، ثابَ الشَّيءُ يَثُوب ثُؤوبًا: رجع، ومنه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} [البقرة:125] الحديث. /